الموت الصغير متلازمة مجهولة تصيب قبيلة إفريقية.. تعرف على القصة كاملة
قررت طبيبة نرويجية ذات يوم أن تذهب وتأسس عيادة في منطقة وسط مرتفعات ماهينغي بتنزانيا، كانت تعيش هناك قبيلة وابوغورو، التي عاش سكانها في عزلة عن الناس لمئات السنين، لا يظهرون أو يتعاملون مع أي بشر من غير قبيلتهم.
بدأت الطبيبة النرويجية في ممارسة عملها حتى جاءها في يوم طفل لا يتجاوز عامين مصابًا بحروق شديدة، ومرة أخرى متقاربة جاءت لها فتاة شوهت الحروق ملامحها تقريبا، إلى جانب وفاة الكثير من القبيلة بنفس لشدة الحروق والتشوهات التي أصابتهم.
لاحظت الطبيبة أن الجروح والتشوهات مغطاة بشبكة وردية عبارة عن ندوب، وتراكمت على مدى سنوات الإصابة بهذه الحروق، أثارت شكوكها الحوادث المتكررة التي تحدث لأفراد القبيلة الصغار والكبار، مثل الغرق، وحاولت كثيرا البحث ومعرفة الأسباب ولكن سكان القبيلة كانوا يخفونها دائما.
وبعد بحث طويل اكتشفت چيلك أن المرضى تصيبهم نوبات تشنجية شديدة تدفعهم للسقوط أرضا فأحيانا يسقطوا في المواقد المفتوحة المعدة للطهي فيصابوا بحروق بالغة، وأحيانا يسقطوا بالنهر، وأطلق سكان القبيلة على هذا المرض اسم "كيفافا" أو "الموت الصغير"، ويعرفه البعض بمتلازمة الإيماء.
وكان الأمر كثير الغموض حيث أن الأطفال الذين يصابون بنوبات التشنج يعانون من تأخر في النمو العقلي والبدني، ويقومون بتصرفات غريبة ومنها المشي بطريقة غريبة أو جمود الملامح، وتكرار الإيماء بالرأس، وينتهي الأمر بالموت المبكر.
كان المرض غير معروف في جميع أرجاء تنزانيا، حتى في القبائل المجاورة لهم، وتم اكتشاف إصابات مشابهة أخرى في مناطق مختلفة في إفريقيا، بداية من جنوب السودان إلى شمالي أوغندا، حيث أودي المرض بحياة الآلاف من السكان بمختلف المناطق، وعادة يظهر المرض دون مقدمات.
حتى هذه اللحظة لم يتوصل الباحثون والعلماء لأسباب هذا المرض، إلا أنه قد تم التوصل إلى أول مفتاح لهذا اللغز عام 2018، فلاحظ العلماء والباحثون أن دماغ المراهق المصاب بهذا المرض تشبه دماغ العجوز المصاب بالزهايمر وداء باركنسون، حيث قال رئيس فريق الباحثين المتخصص في علم الأمراض بجامعة تورنتو ويُدعى مايكل بولانين: "لاحظنا وجود إصابة في خلايا الدماغ، ورأينا أننا إذا تمكننا من تحديد نوع الإصابة قد نصل إلى جذور المرض".