السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قصة سيدة ببورسعيد تحولت من تاجرة مخدرات لنموذج كفاح بعد فقدان ابنتها: بشقى علشان الحلال | صور وفيديو

بائعة مخدرات تتحول
محافظات
بائعة مخدرات تتحول لنموذج للكفاح ببورسعيد
الثلاثاء 09/نوفمبر/2021 - 08:17 م

نشأت أم منة في أسرة لأب متزوج من 3 سيدات يقيمن في منزل واحد، ومع الخلافات التي حدثت بينها وبين أخوتها، لم تجد الفتاة إلا الشارع ليكون مأوى لها، وكانت تنام على الأرصفة وبجانبها العصي لحماية نفسها من مخاطر الحياة بالشارع. 

ولدت راندا سامي جاد في إحدى المناطق الشعبية بحي الضواحي بمحافظة بورسعيد، وأقامت في شبابها في عشة من الخشب في منطقة زرزارة، إحدى المناطق الخطرة التي تم إزالتها، وتزوجت في عمر الـ13 عامًا من شخص عانت معه كثيرًا.

السيدة راندا تقول إنها وضعت في اختيار صعب بين بيع جسدها وممارسة الرذيلة وبيع المخدرات والتجارة فيها، موضحة أنها اختارت طريق المخدرات وتحولت لأكبر معلمة لبيع المخدرات ببورسعيد، واستطاعت في وقتها أن تحقق أرباحا كبيرة. 

وأنجبت راندا طفلة تدعى بسنت، وظلت تبيع المخدرات حتى استيقظت يومًا على كارثة فقدان ابنتها وهي بنت العام ونصف، بعدما قرضها فأر في المنطقة غير الآمنة التي كانت تعيش بها، لتفارق ابنتها الحياة وتترك لها عبرة وقصة من الألم. 

حملت أم منة طفلتها بسنت ودفنتها في التراب وقلبها يحدثها أن فقدان بسنت عقاب لها بسبب بيع المخدرات والتجارة بها، ولكن الفتاة التي عرفت بالمعلمة، واشتهرت بتجارة المخدرات لم تكن تعرف طريقًا للتوبة، وكيف تكون الحياة بعد مفارقة تجارة المخدرات. 

أم منة كانت تحقق أرباحًا تتجاوز الـ10 آلاف جنيه في اليوم الواحد، حتى إنها من كثرة حصيلة البيع باتت تلقي الأموال على الأرض وتمشي عليها، ولكن نفس السيدة باتت تحدثها عن الخالق وعقابه، وأصبحت بعد فراق ابنتها غير قادرة على الكسب من الحرام. 

وكان القرار الأول للسيدة أم منة هو مفارقة زوجها الذي دفعها لتجارة المخدرات، وتركت بورسعيد إلى إحدى المحافظات الأخرى في محاولة لتغيير حياتها، وهنا تعرفت أم منة على شخص وتزوجت منه، لتبدأ حياة جديدة.

ظلت السيدة عشر سنوات لا تنجب، وهنا عاهدت الله بصدق أنه إذا رزقها بالخلف الصالح فلن تربيه من الحرام وسوف تبتعد عن بيع المخدرات، واستجاب الله لوعد السيدة ورزقها بفتاة تدعى منة ومنذ هذا اليوم، الذي يأتي قبل 15 عامًا، قالت السيدة: توبة من بيع المخدرات.

تركت أم منة بيع المخدرات في هذا اليوم، وعاهدت الله على ألا تعود له من جديد، على الرغم من أن زوجها كان فقيرًا، وقبل سبع سنوات وضعت أم منة في اختبار جديد، حيث طُلقت من زوجها، للتحمل مسئولية طفليها منة ومحمد.

وتسلمت أم منة وحدة سكنية من المحافظة بديلًا للمنطقة غير الآمنة والعشوائية التي فقدت فيها ابنتها بسبب الفأر الذي قرضها، وعاشت أم منة من الحلال لتربية طفليها، وتقول إنها رغم ضيق الحال لم تفكر يومًا بالعودة إلى المخدرات. 

وتحولت أم منة بعد تجارتها بالمخدرات إلى نموذج للعمل والكفاح على تروسيكل متهالك توصل عليه الطلبات للمنازل وتنقل به العفش، إلا أن كل مكسبها كان لإصلاح المركبة المتهالكة، ولم يكن يتبقى شيء للإنفاق على طفليها. 

واقترضت أم منة لشراء تروسيكل جديد ليكون عونًا لها على الكسب الحلال، وتعمل عليه في نقل البضائع والعفش، على الرغم من صعوبة ذلك فإنه الطريق للحلال والبعد عن بيع المخدرات. 

أم منة باتت بعد المخدرات تعاني الفقر الشديد، فبعد أن كانت تلعب بالمال حصيلة المخدرات، باتت لا تستطيع سداد قيمة القرض 170 جنيهًا أسبوعيًا، ولا تستطيع سداد متأخرات الإيجار والكهرباء والمياه، إلا أنها لا تزال تتحمل ضيق الرزق وصعوبته من أجل العيش من الحلال.

وتروي أم منة أن طفلتها طلبت منها صباح اليوم فاكهة اليوسفي إلا أنه لم يكن معها لشراء كيلو، على الرغم من أنه بـ10 جنيهات، وتقول إنها في بعض الأيام لا تجد الطعام لها ولطفليها. 

وتقول أم منة إنها طرقت كل أبواب الرزق الحلال، وأقامت فرشا لبيع الخضراوات بالسوق، وعملت بالأنابيب وانفجرت بها أنبوبة بوتجاز، قائلة: مش عاوزة أرجع تاني لطريق المخدرات.

وناشدت السيدة أم منة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمساعدتها في استكمال رحلة الـ15 عامًا في البعد عن تجارة المخدرات، قائلة: أنا كنت يا ريس معلمة وكنت بلعب بالفلوس الحرام لعب واخترت الحلال بعد وفاة بنتي ومش عاوزة أرجع للمخدرات وعاوزة مصدر رزق وحياة كريمة ليا ولعيالي.

أم منة
أم منة
السيدة أم منة
السيدة أم منة
سائقة التروسيكل أم منة
سائقة التروسيكل أم منة
أم منة بالتروسيكل
أم منة بالتروسيكل
كفاح سيدة ببورسعيد
كفاح سيدة ببورسعيد

واستطردت أم منة موجهة حديثها لمحافظ بورسعيد بالوقوف معها في ظروف حياتها، وتوفير حياة كريمة لها ولأبنائها، مؤكدة أنه من الصعب أن تتحدث عن تاريخ بيعها للمخدرات، إلا أنها فعلت ذلك كي تساندها الدولة في أن تكون مواطنة صالحة وأن تعيش من الحلال، قائلة: أنا اتعذبت كتير أوي في حياتي وكل مطالبي عيالي ميشوفوش المرار اللي أنا شفته وأنا وهما لا لينا أب ولا أم ولا سند. 

تابع مواقعنا