ذاكرة الأمثال.. قالوا لعنتر: إنت تضرب ألف؟
من الخطأ الكبير الاعتقاد أن الأمثال مجرد كلام يقال لمجرد القول أو التنكيت وفقط، بل هي ذاكرة تمثل عادات الشعوب ومعتقداتهم وما يؤمنون به، وهي إرث الأجداد الذي نتعلم منه ونأخذ منه العبرة ومضارب الأمثال كثيرة ومتنوعة.
ومن الأمثال التي أوردها أحمد تيمور باشا في كتابه الأمثال العامية: قالوا لعنتر إنت تضرب ألف؟ قال أضرب ألف وورايا ألف أي: قالوا لعنترة: عهدناك تقابل ألفا فتهزمهم وحدك لشجاعتك وشدة بطشك، فقال: نعم، إني أفعل ذلك وأنا معتز بألف ورائي ينجدونني إذا احتجت للنجدة، فبوجودهم أصول وأضرب لا بشجاعتي وحدها.
ويضرب المثل في أن اعتزاز المرء بمن يحميه يحدث له في نفوس أعدائه هيبة يفعل بها الأعاجيب، وفي معناه من أمثال العرب: ليس الدلو إلا بالرشاء، والرشاء بالكسر هو الحبل ويضرب المثل في تقوي الرجل بأقاربه وعشيرته.
قالوا للكاتب استريح
ومن الأمثال السائرة أيضا: قالوا للكاتب: استريح قام وقف، أي: قالوا للكاتب: استرح، فوقف على قدميه؛ وذلك لأن الكاتب كثير القعود فراحته في وقوفه. ويضرب في أن الراحة حسب أحوال الشخص؛ فما يريح شخصا قد يتعب شخصا آخر.