أستاذ اقتصاد زراعي: مصر تستورد 10 ملايين طن سنويًا من القمح
شهدت أسعار الحبوب ارتفاعا عالميًا من القمح والذرة خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك نتيجة ارتفاع الأسعار بالبورصات العالمية، حيث ارتفعت أسعار القمح المستورد لتتراوح بين 5350 جنيهًا و5400 جنيها للطن مقابل 5100 جنيها و5200 جنيها، كما ارتفعت أسعار الذرة إلي نحو 50% حتى العام الجاري نظرا لعملية تخزين السلع.
وتعليقا علي ذلك، قال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية في تصريحات خاصة لموقع القاهرة 24، أنه كانت هناك توقعات من منظمة الأغذية الزراعية بارتفاع في أسعار السلع الغذائية خلال الفترة القادمة، ولقد ارتفعت بالفعل أسعار بعض تلك الأغذية حاليا ومنها القمح، والذي ارتفع سعره عالميا.
وأضاف كمال أن سلعة القمح المخصصة لإنتاج الخبز المدعم، جيدة ومطابقة للمواصفات القياسية، وكان لارتفاع أسعار الغذاء عالميا تأثيرا علي الموازنة العامة لمصر، ومع ذلك وجود مساحة في الموازنة تسمح لمصر بالتعامل مع هذه الزيادات، وذلك الارتفاع أدي إلي ارتفاع الأسعار المحلية بمصر، وأيضا رفع سعر تسليم المزارعين للقمح، فمن المعروف أن مصر أكبر الدول المستوردة للقمح فى العالم، حيث تستورد أكثر من 10 ملايين طن سنويًا، وهذا يضع الأمن الغذائي المصرى رهين السياسات الدولية والتغيرات المناخية.
وشدد كمال علي إنه يجب الاستمرار في تلك السياسة بتشجيع المزارعين ليس فقط في زراعة القمح، بل وزراعة المحاصيل البقولية التي تمثل مكون رئيسي للوجبات الشعبية مثل الفول البلدي، والعدس، وعلينا ان نشجع المزارع المحلي بدلا من تشجيع المزارع الخارجي، وبذلك يتم تخفيف العبئ علي ميزان المدفوعات، ورفع مستوي معيشة سكان الريف، والمعروف أيضا أنه لا يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح بنسبة 100 % نظرًا لوجود محصول البرسيم كمحصول أساسى منافس فى الدورة الزراعية الشتوية.
مشيرا إلي ضرورة زيادة المساحات المزروعة من القمح، وزراعة مساحات إضافية بأصناف قمح معتمدة، وصولًا إلى ضرورة تغيير بعض العادات لتقليل استهلاك المواطنين من الأقماح والاعتماد على البدائل المتاحة بإضافة بعض الحبوب لرغيف الخبز مثل إضافة الشعير أو الذرة الرفيعى، كما يمكن رفع معدلات إنتاج القمح باستخدام أصناف التقاوى الجديدة التى ينتجها معهد بحوث المحاصيل الحقلية، والالتزام بالتوصيات الفنية منذ بدء الزراعة حتى الحصاد، كما ان الدولة اتجهت إلى التوسع في انشاء صوامع حديثة لتخزين القمح والحفاظ عليه، علاوة علي ذلك قد نجحت الدولة في تأمين مخزون استراتيجي للقمح، ان ما تشهده البلاد حاليًا من التوسع في الصوامع الحديثة، وأيضًا العمل على إنشاء الصوامع الحقلية بسعات تخزينية مختلفة يؤكد أن الدولة على الطريق الصحيح في إحداث نهضة حقيقية.
وناشد كمال بالاستمرار في تشجيع المزراعين لزراعة مختلف المحاصيل الغذائية الاستراتيجية مثل المحاصيل الزيتية، مثل فول الصويا، وعباد الشمس، حيث أن أسعار الزيوت النباتية ارتفعت بنسبة 5.8% في يناير وبلغ مؤشر متوسط الأسعار أعلى مستوى له منذ شهر مايو 2012.