إحداها حديقة حيوان مفتوحة.. محميات طبيعية منسية تعرف عليها
تملك مصر 30 محمية طبيعية معلنة تتنوع في طبيعتها ونظمها البيئية، وتعد بعضها ذات خصوصية شديدة، حيث تستأثر بأنواع من النبات أو الحيوان دون غيرها من المحميات الأخرى ليست فقط في مصر وإنما في العالم كله.
لكن من بين هذه المحميات المصرية الفريدة أخرى منسية أو لا تحظى بالترويج والتداول بين المواطنين، رغم أهميتها وطبيعتها الخلابة، وتعد بعضها حدائق حيوان مفتوحة، وفي السطور التالية نعرفكم على بعض منها، وهي محميات وادي الأسيوطي وسالوجا وغزال جنوب مصر، ومحمية الجلف الكبير.
محمية وادي الأسيوطي
ربما لم يسمع الكثير عن محمية وادي الأسيوطي على الرغم من أهميتها وتنوعها البيولوجي الكبير، حيث تعد حديقة حيوان مفتوحة ومتحفا طبيعيا لنباتات وكائنات حية باقية منذ آلاف السنين، تقع المحمية بمنطقة الغريب في ساحل سليم بالصحراء الشرقية جنوب مدينة أسيوط بنحو 20 كم.
يحد المحمية الطبيعية الصحراء الشرقية من ناحية الشمال والجنوب والشرق أيضا، أما من الناحية الغربية فتحدها قرية الغريب التابعة لمركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، وتبلغ مساحتها 35 كم2.
تضم محمية وادي الأسيوطي في وديانها 357 سلالة وفصيلة بتنوعها البيولوجي النادر والمهدد بالانقراض، إلى جانب 87 نوعا من الطيور بين حمام وعصافير ونعام وصقور، فضلا عن 66 نوعا من النباتات البرية والشجيرات العطرية والطبيعة مثل نباتات السنط والدوام.
المحمية تعد محطة للإكثار من الدرجة الأولى، ويعيش بها حيوانات أمثال الغزال والزواحف واللافقاريات والأرنب البري، والثعابين والسحالي، إذ تحتوي على نحو 12 نوعا من الزواحف، و30 آخر من الثدييات والحيوانات البرية، بالإضافة إلى 105 أنواع من الفطريات التي تدخل في تركيبات الأدوية.
سالوجا وغزال
هي محمية طبيعية تعد أصغر المحميات في مصر، حيث لا تتعدى مساحتها نصف كم مربع، وتوجد جنوب البلاد بأسوان وهي عبارة عن مجموعة من الجزر في نهر النيل، عند السلال الأول، وتم إعلانها محمية طبيعية عام 1986 بهدف الحفاظ على التنوع البيولوجي والكائنات المهددة بالانقراض بها.
وتتنوع الكائنات الحية في محمية سالوجا وغزال، بين الحيوانات والنباتات رغم صغر مساحة المحمية، ومن أشهر الحيوانات الموجودة بها هي الجمال، والماعز، والحمار البري، والضباع، والثعلب الأحمر أو ما يعرف بالثعلب المصري الذي على الرغم من أنه لا يعيش في جزر المحمية ولكنه يعيش في الضفة الغربية للنيل ويعبر النهر سباحة ليبني جحرا على جزر المحمية.
يعيش بالمحمية 60 نوعا من الطيور المقيمة والمهاجرة وبعضها مهدد بالانقراض، من أشهر هذه الطيور النادرة أبو منجل الأسود الذي اتخذته المحمية رمزا لها، والواق، والأوز المصري، والهدهد، ونسور العقاب، ودجاجة الماء الأرجوانية، والوروار، وعصفور الجنة، والبلبل وغيرها.
وتمتاز محمية سالوجا وغزال بتنوعها وثراها النباتي، إذ تضم أكثر من 90 نوعا مختلفا من النباتات وبعضها شديد الخصوصية، حيث لا ينبت خارج جزر النيل، لعل أشهرها هو نبات السنط الذي يوجد بخمسة أنواع داخل المحمية.
ومن بين أشهر النباتات بالمحمية الصغيرة هو الأتراك والطرف والهجليج والحنظل والحرجل، كما تتميز المحمية بمناظر طبيعية خلابة تجمع بين الغطاء النباتي الهادئ غالبا والمسطح المائي لنهر النيل؛ ما جعل منها مزارا سياحيا مهما.
الجلف الكبير
أُعلنت الجلف الكبير محمية طبيعية حديثا تحديدا في عام 2007، وتقع بالجزء الجنوبي الغربي بمحافظة الوادي الجديد، بمساحة تتجاوز 48 ألف كم مربع، على الحدود المصرية الليبية السودانية، وهي عبارة عن مساحة شاسعة من الصحراء تضم سهولا وكثبانا رملية وهضبة بنفس اسم المحمية.
وتحكي الكهوف الموجودة بمحمية الجلف الكبير تاريخا يعود لعصور ما قبل التاريخ، وتضم سهولا شاسعة من الكثبان الرملية وصخور رملية وفوهات بركانية قديمة ومناطق جبلية ووديانا عميقة، فضلا عن سلاسل عظيمة من بحر الرمال الأعظم.
المحمية تعد شاهدا على تراث جيولوجي ربما يعود لملايين السنوات، حيث تحتوي المنطقة على حقول النيازك التي تفاعلت مع الأرض مكون أكبر نيزك في العالم.
كما يوجد بها غطاء نباتي مكون من شجيرات وتعد الملاذ الوحيد في الصحراء الغربية الذي يدعم حياة الحيوانات البرية آكلة العشب.
الجلف الكبير مأوى لطيور اللقلق والرَخمة المصرية وصقر جراح ويمام القُمري وكلها من الأنواع المهاجرة، وعصفور الجنة وأنواع أبو فصادة وغيرها، وتتمثل فيها الثدييات في اليربوع الحر وثعلب الرمل والغزال والبقر الوحشي والكبش الأروي، وبالمنطقة مخربشات محفورة على الصخور في وادي الصودا.