في ذكرى علي أحمد باكثير.. لماذا كتب المسرحيات التاريخية؟

تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير علي أحمد باكثير  المولود في 21 ديسمبر 1910، والمتوفى في 10 نوفمبر 1969، وقد مارس باكثير جميع الكتابة في جميع الأجناس الأدبية الشعر والمسرح  والسرد، كما اشتغل بالترجمة، وحصل على الكثير من الجوائز.

في مسرحياته اتجه علي أحمد باكثير إلى التاريخ ليستوحيه ويجعله مادة مسرحياته وقد رصد الباحث أحمد إبراهيم الشريف هذا الجانب في طيات دراسته للدكتوراه بعنوان  بلاغة الخطاب في مسرح علي أحمد باكثير، حيث يوقفنا على المسرحيات التاريخية عند باكثير ومنها:- 

مسرحية إبراهيم باشا

كتب علي أحمد باكثير هذه المسرحية في سنة 1945م بصورة نثرية، وقد أعاد صياغتها شعريا، بعد ذلك في سنة 1968م تحت اسم الوطن الأكبر"، وهذه التجربة في النموذج لمشروعه عن القومية العربية، وفيها إجابة عن سؤال: كيف تغير فكر إبراهيم باشا من كونه أحد جنود الدولة العثمانية إلى قائد مؤمن بفكرة القومية.

مسرحية سر الحاكم بأمر الله

كشف علي أحمد باكثير في مسرحيته سر الحاكم بأمر الله 1947م السر الذي حير الجميع عن شخصية الحاكم بأمر الله الفاطمي؛ فهو يسعى للتشبه بالذات الإلهية، وقد لقيت هذه المسرحية نجاحا كبيرا عند عرضها على خشبة المسرح، وحظيت بدراسات نقدية مهمة، فهي مسرحية قوية مفعمة بعدد من المواقف التي تتسم بالتوتر والتشويق الدرامي، إلا أن ذلك يرجع إلى الشخصية المميزة للحاكم، فنجد أن المسرحية تجذب انتباه الطلاب الجادين للدراما المصرية، إنها شخصية تدعو للمقارنة ببطل كاليجولا ألبير كامو 1945م، فكلاهما يتمتع بحساسية غير عادية تجاه الذين يرتكبون جرائم القتل البشعة طاعة للمبادي".

 دار ابن لقمان

رکز باكثير  على شخصية  فخر الدين بن شيخ الشيوخ، وكان هدفه فيها تجسيد الحور الشعبي في حماية أرض الوطن، ولنا أن نعرف أن المسرحية كتبت في عام 1960م أي بعد سنوات قليلة من ثورة 23 يوليو 1952م؛ حيث كان الشعب المصري يأخذ مكانته التي يستحقها في حكم بلده بعد سنوات طويلة من العيش تحت حكم الأجنبي والغريب.

ملحمة عمر

استطاع علي أحمد باكثير الحصول على منحة تفرغ لمدة عامين 1961-1963م، أنجز خلالهما الملحمة الإسلامية الكبرى عن الخليفة عمر بن الخطاب، التي جاءت في 19 جزءا، وتعد أكبر عمل مسرحي في الأدب العربي.

 ثلاثية الحملة الفرنسية

تعد الثلاثية الفرنسية مسرحية واحدة طويلة تشمل: الدوردة والثعبان، أحلام نابليون، مأساة زينب، كتبها باكثير في الفترة بين عامي 1967 - 1968م، بعد أن حصل على منحة فرع من فترة الثقافة لكتابتها، وتناولت المسرحيات السنوات التي قضتها الحملة الفرنسية في مصر في الفترة بين 1798 - 1801 م، من خلال شخصيات رسمية معروفة مثل نابليون بونابرت، وكليبر، وزينب البكري، وإبراهيم بك ومراد بك وشيوخ الأزهر وشخصيات شعبية تاريخية تمثل الشعب مثل سليمان الجوسقي وتقوم فكرتها الأساسية على السعي لإنشاء جيش وطني.

لماذا المسرحيات التاريخية؟

ويعلق أحمد إبراهيم الشريف بأن التاريخ يعد  واحدًا من المصادر المهمة لخطاب باكثير، ويحقق غايات أخرى منها الإسقاط السياسي، فالتاريخ مجرد وجهات نظر فحسب لطرح وجهات نظر  مختلفة وجديدة.