توابع الزلزال الآسيوي تهدد النصر السعودي بموسم كارثي
أجواء غاية في السخونة يشهدها نادي النصر السعودي خلال الأيام الأخيرة، وبلغت تلك السخونة ذروتها؛ اليوم، بقرار الإقالة المفاجئ الذي أصدرته إدارة النادي، بحق البرتغالي بيدرو إيمانويل، المدير الفني للفريق، والذي لم يمر على تعيينه في هذا المنصب سوى شهر واحد تقريبًا.
وعلى هامش الإقالة غير المتوقعة للمدرب بيدرو إيمانويل؛ أعلنت إدارة نادي النصر السعودي، اليوم، عن قبول استقالة حسين عبد الغني المدير التنفيذي لكرة القدم بالنادي، والذي طالته انتقادات بالجملة في الفترة الأخيرة؛ بسبب المشاكل والأزمات التي تفجرت داخل غرفة ملابس الفريق النصراوي، دون أن يتمكن من السيطرة عليها.
رحلة بحث جديدة
وبعد إقالة البرتغالي بيدرو إيمانويل؛ باتت إدارة نادي النصر السعودي مُجبرة على بدء رحلة بحث جديدة عن مدير فني يتولى قيادة فريق الكرة الأول بالنادي، والذي سيشرف عليه بشكل مؤقت، البرازيلي مارسيلو سالازار، الذي كان يشغل منصب المدرب المساعد في جهاز المدرب المقال بيدرو إيمانويل.
ولم تكد إدارة نادي النصر تلتقط أنفاسها بعد التعاقد مع المدرب بيدرو إيمانويل؛ حتى وجدت نفسها مضطرة للبحث من جديد عن مدرب جديد.
وفي أواخر سبتمبر الماضي، وعلى مدار نحو 10 أيام؛ بحثت إدارة النصر السعودي عن مدرب جديد، بعد إقالة البرازيلي مانو مينزيس المدير الفني الأسبق من منصبه، قبل أن يستقر اختيارها في نهاية المطاف على بيدرو إيمانويل، والذي لم يكن الخيار الأول للإدارة النصراوية، ولكنها اضطرت للاتفاق معه؛ بعد فشل مفاوضاتها مع عدد من المدربين الكبار الذين رفضوا تولي تدريب الفريق الأصفر.
ولن تكون مهمة البحث عن مدرب جديد لفريق النصر السعودي سهلة بأي حال من الأحوال، خاصة وأن الفريق ليس في أفضل حالاته، وأصبح محاطًا بالمشاكل والأزمات من كل اتجاه، ما يجعل قبول تدريبه بمثابة مغامرة لأي مدرب.
سقوط آسيوي
والمتابع بشكل جيد لأحوال فريق النصر السعودي؛ يرى بشكل واضح، أنه دخل في نفق مظلم، منذ خسارته أمام مواطنه وغريمه اللدود، الهلال، في الدور نصف النهائي لبطولة دوري أبطال آسيا.
ومنذ هذه الخسارة، خاض النصر 3 مباريات في بطولة الدوري السعودي، لم يذق طعم الفوز في أي منها، حيث خسر أمام كل من، الاتفاق والشباب، وتعادل أمام الفيحاء، ليستقر الفريق في المركز التاسع، برصيد 13 نقطة، متأخرًا بفارق 10 نقاط عن الاتحاد متصدر الترتيب والذي لعب مباراتين أكثر من فريق النصر.
توابع زلزال الخروج الآسيوي لفريق النصر، لم تتوقف عند هذا الحد؛ بل تواصلت لتشعل الأجواء داخل غرفة ملابس الأخير، وتحديدًا بعد تصريحات عبد الفتاح عسيري لاعب الفريق، عقب إحدى المباريات، والتي تحدث فيها عن وجود محاباة للاعبين الأجانب بالفريق، على حساب نظرائهم السعوديين، وهي التصريحات التي دفعت البرازيلي أندرسون تاليسكا، لاعب النصر، لمهاجمة زميله، عسيري عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
حالة الشد والجذب العلنية بين بعض لاعبي فريق النصر؛ وجهت أصابع الاتهام بشكل أكبر إلى حسين عبد الغني مدير الكرة بالنادي، والذي اضطر في نهاية المطاف وأمام الضغوط المتزايدة عليه، إلى تقديم استقالته من منصبه والتي تم قبولها بشكل رسمي اليوم.
شبح نهاية كارثية
ومع انطلاقة الموسم الحالي؛ لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع السيناريو الكارثي الذي مر به فريق النصر السعودي منذ بداية الموسم وحتى الآن، خصوصًا وأن نادي النصر كان صاحب الكلمة العليا في الميركاتو الصيفي الماضي مقارنة بمنافسيه المحليين، حيث عزز صفوفه بعدد من اللاعبين أصحاب الأسماء المميزة وفي مقدمتهم البرازيلي تاليسكا والكاميروني فينسنت أٌبو بكر والأوزبكي جلال الدين مشاريبوف.
لكن ومع توالي مباريات الموسم بدأت الصدمات تتوالى والتي بدأت بإقالة المدرب مينزيس بعد الخسارة في الجولة الخامسة للدوري أمام الاتحاد، ومن بعدها توديع البطولة الآسيوية على يد الهلال، والإخفاق في تحقيق أي انتصار بعد الصفعة الآسيوية وهو ما دفع المدرب بيدرو إيمانويل ثمنه بإقالته اليوم.
وأمام حالة عدم الاستقرار الفني التي يشهدها فريق النصر منذ بداية الموسم، وحالة الارتباك الواضحة المسيطرة على إدارة النادي برئاسة مسلي آل معمر تتزايد احتمالية مواجهة فريق النصر سيناريو كارثي يتمثل في الخروج خالي الوفاض من أي لقب في الموسم الحالي، حيث لم يعد أمام الفريق سوى بطولتي الدوري وكأس الملك لتحقيق لقبيهما أو أحدهما على الأقل إذا ما أراد إنقاذ موسمه وتفادي نهاية كارثية لفريق الأحلام النصراوي.
