صناعة الجلاب.. آيس كريم الغلابة دون مواد حافظة ويعالج الأنيميا| صور وفيديو
الجلاب أو آيس كريم الغلابة.. نوع من الحلوى ارتبطت في أذهان المصريين بنجع حمادي، وخاصة قرية القناوية لأنها القرية الوحيدة في مصر التي يصنع فيها الجلاب، والغريب في الأمر أن كل محاولات نقل هذه الصناعة خارج نجع حمادي باءت جميعها بالفشل، لعدة أسباب أبرزها أنه ليس كل أنواع القصب يصلح عسلها للجلاب، بالإضافة إلى عدم وفرة الصنايعية، الذين قل عددهم بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
وتواجه صناعة الجلاب في قرية القناوية، مشكلات عدة، أدت إلى تقليصها في الفترة الأخيرة، ما تسبب في إغلاق بعض المصانع، وتركها من قبل الكثير من العاملين بها، والعمل في مهن أخرى أكثر ربحا، ففي السابق كانت تلك المهنة مربحة، حسب أحد أصحاب المصانع بقرية القناوية، مؤكدا: صناعة الجلاب الآن يدوب تجيب مصاريفها، بسبب زيادة أسعار العسل، وبيكربونات الصوديوم، والسولار، ويوميات العمال، ما أدى إلى رفع سعر المنتج، مما أصاب السلعة بالركود، بالإضافة إلى أن صناعة الجلاب تبدأ في شهر نوفمبر، وتنتهي في شهر مايو، وتلك الفترة هي موسم القصب وباقي السنة يغلق المصنع أبوابه حتى الموسم المقبل.
انتقل القاهرة 24 إلى قرية القناوية، للتعرف أكثر على صناعة الجلاب ومراحلها وأهم المشكلات التي تواجهها.
وقال خالد أبو فوزي، أحد أصحاب مصانع الجلاب بقرية القناوية لـ القاهرة 24، إن صناعة الجلاب تعتمد على الطريقة البدائية والجهد البشري ولا تتدخل فيها الآلات الحديثة، موضحا أن العمال يصبون العسل الأسود في نحاسة، وهو عبارة عن موقد تحته نار بدرجة حرارة مرتفعة حتى يصل العسل بداخلها إلى درجة الغليان، في فترة تستغرق 10 دقائق تقريبا، ثم ينقل إلى المحالب وهي إناء مصنوع من الألومنيوم، ويتم فيه إضافة الكربونات، وتقليبها مع العسل المغلي لمدة نصف دقيقة بالضرابة أو المضرب، لزيادة الكمية وتخفيف الوزن الوزن، كما أن الكربونات تعطي الجلاب اللون الفاتح المعروف.
وأضاف فوزي، أن المرحلة التالية هي صب العسل الممزوج بالكربونات فى آنية فخارية صغيرة تشبه القمع، ويترك فيها حتى يجف، ثم يقوم العمال بإخراج الجلاب منها على أبراش مصنوعة من خوص جريد النخل ليوضع فى الشمس لمدة 10 دقائق كى يجف، ليوضع بعدها فى الأقفاص والمقاطف، تمهيدًا لبيعه، مؤكدا أن الجلاب خالي تماما من المواد الحافظة كما أنه يساعد في علاج الأنيميا.
ويكفي لتشغيل أي مصنع من مصانع الجلاب 5 أو 7 أشخاص لإتمام العمل به، إذ يتم تقسيمهم عاملين على الفخار يستخرجون "الجلاب" منها، وعاملين على المحلاب مهمتهم صب الجلاب فى الفخار، وعامل على النحاسة يقلب العسل ويخرجه للمحلاب.
فوزي حسين أحمد إسماعيل، مشرف بمصنع جلاب، أكد لـ القاهرة 24 أن موسم تصنيع الجلاب، يرتبط بموسم زراعة القصب الذي يستخرج منه العسل الأسود، فيبدأ من شهر نوفمبر حتى نهاية شهر مايو، لتتوقف صناعته طوال فترة الصيف، مشيرا إلى أن أكثر ما تعاني منه صناعة الجلاب هو ارتفاع أسعار العسل والسولار، ما تسبب في نقص هامش الربح لأصحاب المصانع، بالإضافة إلى ارتفاع يومية العمال التي تصل إلى 200 جنيه للفرد.
