الخميس 19 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الإحباط من الكبائر وتلقي لقاح كورونا واجب.. ننشر نص خطبة الجمعة لوزير الأوقاف اليوم   

الدكتور محمد مختار
دين وفتوى
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الجمعة 12/نوفمبر/2021 - 03:16 م

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، اليوم الجمعة، 12 نوفمبر 2021 م، خطبة الجمعة بمسجد التقوى بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، تحت عنوان: أحوال الفرج والشدة، بحضور الدكتور أيمن عبد المنعم مختار محافظ الدقهلية، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية.

 

في خطبته أكد وزير الأوقاف أن الأيام دول، حيث يقول الحق سبحانه: "وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ"، فيوم علينا ويوم لنا ويوم نُساء ويوم نُسرّ.
 

وتابع مختار: فالأحوال متقلبة بين شدة ورخاء، وعسر ويسر وصحة ومرض، وغنى وفقر، فالمؤمن يرضى بالقضاء ويصبر عند البلاء ويشكر عند النعماء، مشيرًا إلى طبيعة من طبائع البشر يقول فيها الحق سبحانه وتعالى: "قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ"، ويقول سبحانه: "وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الْإِنسَانُ كَفُورًا".

تابع جمعة: ويقول تعالى: "وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ"، وكأنه لا يعرف الله إلا وقت الشدة فحسب، ويقول سبحانه: "وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".

أردف الوزير: ويؤكد التعبير القرآني أن هذا الإنسان "مرَّ" كأن لم يدع الله من قبل في شدة، ويقول سبحانه: "كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى"، فإذا أصابه الغنى وأقبلت عليه الدنيا نأى بجانبه وربما تكبر، ثم يقول سبحانه: "إِنَّ إِلَى رَبِّكَ ٱلرُّجْعَى"، فلا تغتر، ولا تنس أنك سترجع إلى الله يومًا ما، والذي نجاك من البحر قادر على أن يخسف بك جانب البر، وأن يعيدك إلى البحر مرة أخرى فيغرقكم فيه.

كما أضاف وزير الأوقاف: ولذا يقول نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "تعرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يعرِفكَ في الشِّدَّةِ"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "مَن سرَّه أن يَستَجيبَ اللهُ له عند الشَّدائدِ والكُربِ فليُكثِرِ الدُّعاءَ في الرَّخاءِ"، ويقول سيدنا أبو الدرداء رضي الله عنه: "ادع الله يوم سرَّائك يستجب لك يوم ضرَّائك"، فالمؤمن الحقيقي يشكر عند الرخاء ويصبر عند البلاء، ويعلم أن الدنيا لا تدوم على حال، وأن سنة الله سبحانه وتعالى في الخلق هي التداول، وأن فقير اليوم قد يكون غني الغد، وأن غني اليوم قد يكون فقير الغد، وأن صحيح اليوم قد يكون مريض الغد، وأن مريض اليوم قد يكون صحيح الغد.
 

وأوضح جمعة أن الظلمات في قوله تعالى: "قُلْ مَن يُنَجِّيكُم مِّن ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَّئِنْ أَنجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ" المقصود منها الشدائد والكربات.

وأشار وزير الأوقاف إلى أن المسلم ما دام مع الله فلا ييأس ولا يحمل همًّا، فإن اشتد المرض وضاقت الأسباب، فخالق الأسباب موجود والشافي موجود، وإن ضاقت  سبل الرزق فالسعي واجب، فالرزاق موجود مهما كانت الشدة.
 

وتابع جمعة: اليأس والتيئيس والإحباط من الكبائر، فديننا دين الأمل، وأن الأمل بلا عمل أمل أعوج أو أعرج ولا يصل بك إلى طريق، والرضا لا يتنافى مع الأخذ بالأسباب، فالأخذ بالأسباب مفتاح باب التوكل على الله عز وجل، فإن كنت مريضًا فخذ بأسباب التداوي واسأل الله الشفاء، وخذ بكل تعليمات الأطباء واسأل الله العافية.

 

وزير الأوقاف: علينا أن نأخذ بجميع الأسباب في مواجهة كورونا وأهمها المبادرة إلى أخذ اللقاح

 

وأكد وزير الأوقاف على ضرورة الالتزام بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية، مضيفا: علينا أن نأخذ بجميع الأسباب في مواجهة كورونا وأهمها المبادرة في أخذ اللقاح.
 

والرأي الديني الصحيح يُبنى على قول أهل الاختصاص في المستجدات

 

وأضاف وزير الأوقاف أن الرأي الديني الصحيح يبنى على رأي أهل الاختصاص في المستجدات، لافتا إلى أن رأي الدين يقف وراء الرأي الطبي بكل قوة نظرا لأنه يؤمن بالعلم، معقبا: فالتوكل الصحيح يعني أن تأخذ بأسباب الشفاء وتفوض أمرك إلى الله، وتأخذ بأسباب الرزق والسعي والاجتهاد وتفوض أمر الرزق إلى الله، والطالب يأخذ بأسباب المذاكرة والجد والتحصيل ويفوض أمر النجاح إلى الله، فديننا لا يعني الاتكال والإهمال والكسل، وإنما يعني الأخذ بالأسباب.
 

 

وتابع مختار: أن الأيام والدنيا لن تستمر على وتيرة واحدة، فحال الإنسان يتحول بين الصحة والمرض، والغنى والفقر، والعطاء والأخذ، والسعة والشدة، والعسر واليسر، والفرح والهم، والمؤمن كما علمنا نبينا -صلى الله عليه وسلم- "إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ"، فينبغي أن لا تنسينا النعمة والسراء المنعم -عز وجل- أو اللجوء إلى الله -سبحانه وتعالى-.
 

 

تابع مواقعنا