لدغات عقارب وسيول.. كيف تواجه المحافظات التغيرات المناخية بسبب حالة الطقس خلال فصل الشتاء؟
حالة متقلبة من الطقس على مستوى الجمهورية، حيث تتساقط الأمطار بغزارة فيما تزداد لدغات العقارب والثعابين، الأمر الذي يرجع إلى تغيرات مناخية مفاجئة على مدار الـ24 ساعة الماضية.
وحسب هيئة الأرصاد الجوية فإن حالة التقلب في الطقس مستمرة، فمن المتوقع أن تضرب السيول والأمطار نحو 7 محافظات كاملة خلال الساعات القليلة المقبلة، حسبما أفادت في بيان صحفي.
كشفت الدكتورة رانيا بدر، خبيرة التغيرات المناخية والمعتمدة من سكرتارية الاتفاقية الإطارية للتغيرات المناخية، خطورة التغيرات المناخية على الإنسان وكيف يمكن أن تهدد حياته وتتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة.
وبحسب الدكتورة رانيا، فإن الخطورة القصوى للتغيرات المناخية تكمن في نوبات الطقس الجامحة حيث ارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة وانخفاض مفاجئ أيضا، إلى جانب سقوط أمطار كثيرة وغير متوقعة وفي أوقات قصيرة.
وضربت خبيرة التغيرات المناخية مثلا في حديثها لـ القاهرة 24، بما حدث في مصر مارس عام 2020 والإعصار الذي ضرب البلاد باسم حمادة، وسقوط أمطار غزيرة وسيول شديدة السرعة، وقد تكون البنية التحتية للبلاد غير مهيأة بما يكفي لاستيعاب تلك الأحداث وكميات الأمطار الكبيرة، ويتسبب ذلك في شل حركة الحياة اليومية حتى مرور هذه الأحداث.
وفيات وتلف للمحاصيل
أوضحت الدكتورة رانيا بدر أنه نتيجة للأحداث الجامحة الناجمة عن التغيرات المناخية قد تحدث حالات وفيات بسبب سقوط أعمدة الإنارة والكهرباء في الشوارع العامة والطرقات وإصابة المواطنين مما يعرض حياتهم للخطر، مشيرة إلى أن الأحداث الجوية الجامحة أصبحت أكثر شدة وشراسة.
كما حذرت الخبيرة الدولية من الموجات الحارة التي ازدادت حدتها وتكرارها هي الأخرى كنتاج طبيعي للتغيرات المناخية، وتلك يكمن خطرها في زيادة أعداد الوفيات والتأثير على الصحة العامة خاصة لدى كبار السن، والإصابة بأمراض خطيرة أو ظهور أخرى جديدة.
وأشارت الخبيرة المعتمدة من الاتفاقية الاطارية للأمم المتحدة، إلى ظهور أمراض جديدة تؤثر على حياة الإنسان والنباتات أيضا، وذلك نتيجة الموجات الحارة، وذكرت ما حدث لمحصول المانجو بمحافظة الإسماعيلية الصيف الماضي حيث ظهر فطر جديد أصاب الثمار وأهدر ملايين الجنيهات.
وأشارت الخبيرة إلى تأثر القطاع الزراعي في جنوب البلاد بسبب الموجات الحارة صيفا أو السيول والأمطار الغزيرة في الشتاء، وينجم عنها خسائر مالية فادحة كل عام، هذا إذا لم تتخذ الحكومة والجهات المعنية إجراءات للحماية والتصدي لها.
موجات الصقيع
الموجات الحارة الشديدة والمتكررة والأمطار الغزيرة والسيول السريعة، لم تشكل وحدها خطورة التغيرات المناخية فحسب، فقد أوضحت الدكتورة رانيا بدر خبيرة التغيرات المناخية أن موجات الصقيع أيضا أصبحت اكثر حدة وتتعرض البلاد لموجات باردة على عكس المعتاد.
وتستدعي درجات الحرارة المنخفضة استعمال لأدوات التدفئة خاصة الكهربائية مثلما تتطلب نظيرتها المرتفعة استخدام مكيفات الهواء، وفي الحالتين تؤدي إلى استهلاك طاقة أكبر وزيادة الانبعاثات وحدة الأحداث الجامحة، كما أن للتغيرات المناخية بعدا اجتماعيا حيث يتكيف معها الأغنياء ويعاني منها الفقراء اكثر من غيرهم.