ساعات الرعب في أسوان والبحر الأحمر.. ماذا فعلت مصر في يوم الطقس السيئ؟
24 ساعة رعب متواصلة، عاشها سكان محافظات الوجه القبلي في جمهورية مصر العربية وبالتحديد محافظة أسوان؛ بين الأمطار الغزيرة المصحوبة بأصوات البرق والرعد، غرق الشوارع، انتشار لدغات العقارب والثعابين وذعر المواطنين؛ والتوجه إلى المستشفيات لتلقي الأمصال الفورية.
في هذا السياق، رصدت القاهرة 24، في السطور التالية، تفاصيل وكواليس اليوم العصيب من خلال إبراز الإجراءات العاجلة للحكومة وماذا فعلت في 24 ساعة كاملة لمحاربة الطقس السيئ من خلال كافة القطاعات.
التغيرات المناخية تضرب أسوان
في البداية، استيقظ أهالي محافظة أسوان مساء أمس، على أصوات قطرات الغيث والأمطار المصحوبة بكرات الثلج، ورويدا ورويدا اشتد الأمر وبدأ صوت الرعد يهز أرجاء المحافظة، والبرق ينير سماءها، وشهدت أسوان حالة من عدم الاستقرار في الطقس بسبب منخفض السودان وتزامنًا مع انخفاض آخر لطبقات الجو العليا، التي بدورها أدت إلى انخفاض الحرارة.
وكشفت الأرصاد الجوية، أن أهالي محافظات الصعيد وخاصة أسوان يجب عليهم توخي الحذر بسبب الأمطار الغزيرة التي صاحبها كرات الثلج، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تشهد البلاد حالة من عدم الاستقرار خلال الأسبوع المقبل خاصة على شمال البلاد.
ظهور العقارب والثعابين
كان الأمر يسير بصورة طبيعية إلى حد ما، ولكن فجأة ازداد الأمر سوءًا؛ بعد ظهور زواحف مثل العقارب والثعابين أدت إلى إصابة بعض المواطنين وتلقيهم الأمصال وبلغ عددهم تقريبًا 500 شخصًا.
رفع الاستعدادات بمحافظة أسوان
ومن هنا جاء دور محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، الذي وجه بضرورة رفع حالة الاستعداد بأقصى قدرتها لمواجهة موجة الطقس السيئ؛ مشيرًا إلى أن محافظة أسوان لم تشهد تلك الطقس السيئ منذ 11 عاما، موجهًا باستئناف حركة الملاحة النهرية في مجرى نهر النيل وبحيرة ناصر، بجانب إعادة فتح الطرق السريعة مع التزام سائقي المركبات بالتهدئة والسرعات المقررة، وذلك في إطار متابعة تداعيات سوء الأحوال الجوية وتقلبات الطقس، وعقب انتهاء العاصفة الترابية وتوقف سقوط الأمطار الرعدية على بعض مراكز ومدن المحافظة.
توقف الدراسة غدًا
كما أعلن محافظ أسوان، منح طلاب المدارس بجميع المراحل والإدارات التعليمية إجازة استثنائية غدا الأحد، وذلك بالتنسيق مع الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بهدف الحفاظ على سلامة وأرواح الطلاب في ظل احتمالية استمرار سوء الأحوال الجوية، بجانب إتاحة الفرصة لشفط تراكمات المياه والتأكد من سلامة المنشآت والوصلات الكهربائية، لافتًا إلى أنه حرصا على تيسير الإجراءات ومنع التزاحم لتقديم المستندات الخاصة بالمعلمين الراغبين فى العمل بنظام الحصة فقد تقرر إجراء التقديم إلكترونيًا من يوم الأحد وحتى الثلاثاء المقبل.
بروتوكول الصحة
على الفور تحركت وزارة الصحة، وأعلنت عن البروتوكول العلاجي للتعامل مع حالات لدغ العقارب الإسعافات الأولية مع الحالات المصابة، وتتمثل في: طمأنة المصاب ومحاوله ابقائه هادئة، إزالة الذنب إن وجد باستخدام جسم مسطح، مثل كارت وليس جسما حادا؛ لأنه يتسبب في عصر مكان الإصابة وزيادة إفراز السم للدورة الدموية، غسل مكان الإصابة بالماء والصابون، مع إزالة الخواتم والساعة والحلي من المكان المصاب لاحتمال تورمه، استخدام رباط شاش أعلى المكان المصاب مع مراعات أن يتم ربطة بخفه بحيث يغلق الوريد فقط وليس الشرايين لتفادي حدوث قصور الامداد الدموي للأجزاء التي أسفل مكان الإصابة ووضع الشاش.
تغير حزام الأمطار
على الصعيد الزراعي، كشف الدكتور شاكر أبو المعاطي، رئيس قسم الأرصاد الجوية بوزارة الزراعة، أن التغيرات المناخية لعبت دورًا هامًا في تغير حزام الأمطار، كاشفًا أن الوجه القبلي شهد هطول أمطار غزيرة، كما لفت إلى أن منخفض السودان الموسمي أدى إلى تساقط الأمطار في أسوان وحلايب وشلاتين وسلاسل جبال البحر الأحمر، وتمتد إلى وسط سيناء.
دور الزراعة لمكافحة الطقس السيئ
كما أوضح الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة، أن الثعابين والعقارب؛ ليست موجودة بكثافة كبيرة أو مخيفة بمصر لأنها بيئة جافة، مشيرًا إلى أن ظهور تلك الآفات يُعد حالات فردية، وطارئة ولا تظهر طوال العام؛ ناصحًا الفلاحين بضرورة توخي الحذر واتباع مواعيد الزراعة وتطهير المصارف المائية للأراضي الزراعية وتجنب ري الأرض مباشرة بعد الأمطار للحفاظ عليها.
الطريقة الصحيحة لمكافحة الثعابين
وفي الإطار التالي، أوضح مصطفى عبدالستار نائب رئيس لجنة المبيدات، أن الثعابين تنجذب إلى المهملات والمنازل المهدمة والمزارع والأحراش وبقايا النباتات المهملة في المزارع والحدائق وقنوات مواسير المياه في المزارع، لذا يجب الحفاظ على نظافة تلك الأماكن لتجنب ظهور تلك الزواحف.
وكشف خبير مكافحة الثعابين، أن الثعابين كائنات لا تهاجم أحدًا إلا بعد الشعور بالخطر أو الاقتراب منها بصورة مبالغ فيها، مؤكدا أن الحل الأمثل هو مكافحة الثعابين بنظافة البيئة المحيطة وغلق الجحور حول المنازل لحماية الأفراد.
ويرى عبدالستار، أن الطريقة المثلى للتخلص من الثعابين هي وضع الشيح في الأماكن التي تظهر فيها لطردها وتجنب أضرارها، والبعد عن استخدام البيض النيئ المسموم لأنه ليس له أي جدوى.