صراع ميتافيرس.. من يسيطر على تكنولوجيا المستقبل؟
تتنافس شركات التكنولوجيا للوصول إلى المرحلة المقبلة للإنترنت، وهي تكنولوجيا الواقع الافتراضي، ميتافيرس، حسب ما أطلق عليها المدير التنفيذي لـ ميتا، مارك زوكربيرغ.
الواقع الافتراضي تقنية توفر بيئة ثلاثية الأبعاد، تحتوي على مشاهد وأشياء تحاكي الواقع، تحيط بالمستخدم وتستجيب له بطريقة طبيعية، ويتم التعامل مع هذه التقنية من خلال أجهزة خاصة بها.
وعلى الرغم من أن مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لـ ميتا، هو أول من أعلن عن هذه التقنية، إلا أنها ليست مسجلة باسمه، ما يعني أنه يمكن للشركات الأخرى العمل عليها وتحديثها والإعلان عن تطبيقات وأجهزة خاصة بها، وهو ما يمنع مارك من السيطرة على هذه التكنولوجيا.
سبقت العديد من الشركات شركة ميتا، في تبني تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز في تطبيقاتها، والترويج للأجهزة الخاصة بها، والعمل على تطويرها وتنفيذها بشكل عملي، حيث إنها تمثل مستقبل الصراع التكنولوجي ما جعل البعض يسميها، إله العالم الرقمي.
بعد أيام قليلة من إعلان مارك زوكربيرغ عن تكنولوجبا ميتافيرس، أعلنت شركة مايكروسوفت دخولها الصراع من خلال تبني تطبيق تييمز، الخاص بتكنولوجيا الواقع الافتراضي، وذلك لمنافسة تطبيق زووم الخاص بالاجتماعات.
وقالت مايكروسوفت إنها تعلم أن هذا التحديث لن يجدي نفعًا في المستقبل، بسبب التطور المستمر لتقنية ميتافيرس، وهو ما يعني أن شركة مايكروسفت لن تتوقف عند هذه الخطوة.
أهم الشركات التي تعمل على الواقع الافتراضي والواقع المعزز
بدأت العديد من الشركات فعليا العمل على تقنية ميتافيرس قبل شركة ميتا، وتوقع تقرير لوحدة المعلومات في بلومبيرغ أن يبلغ حجم سوق ميتافيرس 800 مليار دولار عام 2024.
شركة مايكروسوفت
تمتلك شركة مايكروسوفت العلامة إكسبوكس، التي تستخدم تقنية ميتافيرس، وتجمع في منتجاتها بين الواقع الحقيقي والافتراضي، وتعمل على بناء مؤسسة ميتافيرس.
كما أنها تمتلك تطبيق سناب شات، الذي يستخدم تقنيات الواقع المعزز لتمكين المستخدمين من وضع إشعارات افتراضية على العالم الحقيقي عند أخذ صور أو وضع فلاتر، وكشفت هذا العام عن نظارات الواقع المعزز، التي تأتي في سياق استثمارها في تكنولوجيا ميتافيرس.
أمازون
تعد شركة أمازون أكبر بائع لأجهزة الواقع الافتراضي من خلال سوقها الإلكتروني، وتصنف على أنها منافس محتمل في سوق ميتافيرس في المستقبل.
شركة إيبك
تمتلك شركة إيبك ألعاب الفيديو فورتنايت، التي تتبنى الواقع المعزز.
شركة روبلوكس
تمتلك الشركة منصة خاصة بألعاب الفيديو، وتم إدراجها في البورصة هذا العام، حيث يمكن للمستخدمين من خلالها إنشاء العالم الافتراضي الخاص بهم، والقيام بتجارب ثلاثية الأبعاد.
وتوقع الخبراء انضمام شركات أخرى لهذا الصراع في المستقبل، ولكن هذا الصراع قد يتضمن مشكلة في التنسيق بين العوالم الافتراضية التي سيتم إنشاؤها، وهل ستكون كل شركة لها العالم الخاص بها، أم سيحدث تنسيق ليكون عالما افتراضيا واحدا.
الأمر الذي يفتح باب التكهنات باحتمالية وجود تكتلات واندماجات للشركات؛ للمنافسة وجذب العدد الأكبر من المستخدمين وتوفير السعر الأرخص وسرعات الشبكات اللازمة.
آبل هي من تملك نجاح تقنية ميتافيرس
قال بنك مورجان ستانلى، وفقًا لبلومبرج، إن شركتي ميتا أو فيس بوك سابقًا، وألفابت المالكة لجوجل، غامرتا في وقت مبكر في الإعلان عن ميتافيرس، مضيفًا أن شركة آبل هي من تملك نجاح المشروع الكبير.
أضاف البنك في ملاحظة بحثية، أن كلًا من شركة ميتا وشركة جوجل، تستثمر في تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، التي بوابة تقنية ميتافيرس، ولكن نجاح هذه التقنية وانتشارها سيحدث عند انضمام شركة آبل، وأعلن البنك هذا الرأي بناء على استطلاع رأي ومناقشات مع عدد من شركات الواقع المعزز.
وأضاف البنك أن تجهيزات تقنية ميتافيرس من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار في عام 2030، وستزداد نحو خمسة أضعاف أخرى في عام 2040.
وعلى الرغم من أن مارك زوكربيرج هو من أعلن عن تقنية ميتافيرس، إلا أن المحللين قالوا إن شركة آبل تستطيع لفت الأنظار بشكل أفضل.
وفيما يتعلق بعدم إبداء آبل أي اهتمام بتقنية ميتافيرس حتى الآن، أشار الخبراء إلى عدم دخولها سوق الهواتف الذكية حتى عام 2007، أي بعد فترة طويلة من دخول شركتي نوكيا وبلاك بيري.
كتب المحللان كاتي هوبرتي وإريك وودرينج المتخصصان في التكنولوجيا أن شركة آبل لديها منهج صبور في دخول الأسواق الجديدة، لزيادة فرص النجاح واتباع نهج أكثر استنارة بدلًا من العشوائية.