يا أمتي هل أنتِ نائمةٌ.. مقتطفات من قصائد الشاعر راجي الراعي في ذكرى رحيله
تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر اللبناني راجي الراعي، حيث توفي في مثل هذا اليوم عام 1977، ويعد من أبرز شعراء لبنان والوطن العربي، وله العديد من المؤلفات والقصائد المؤثرة في نبض الأمة العربية، كما أن شعره تميز بالحساسية الشديدة، وكتب في أدب الخاطرة والشعر المنثور.
تأملات في جنان البردوني.. أرضٌ كتب في ظلالها الشعراء
صاغها اللهُ واصطفتْها السماءُ
فمشى في ظلالها الكبرياءُ
وكسَتْها الآفاقُ ثوبًا من التِّبْـ
ـرِ، فراحت وكلُّها إغواء
وثوتْ فوق عرشها تأمرُ النّا
سَ، وتنهى وتجتني ما تشاء
سطعتْ كهرباؤها فتوارت
خجلًا من أمامها الكهرباء
ورأى الناسُ نورَها يملأ الدّنْـ
ـيا، فقالوا ما شمسُنا ما الضياء
ومشى موكبُ النساءِ فقالوا
هي في الأرض وحدَها الحسناء
وتهادت على البريّة حتى
لعبتْ بالبريّة الأهواء
خطرتْ في الرياض تنشدُ فيها
فإذا كلُّ روضةٍ غنّاء
بسمتْ للذي دعوهُ حكيمًا
فترامى في ثغرها الحكماء
ورأت زاهدًا حييًّا فثارت
فانثنى عنهُ زهدُهُ والحياء
ورأت يائسًا شقيًّا فجادت
بشعاعٍ قد دبَّ فيه الرجاء
وقفتْ عند ليلها تنشد الفَجْـ
ـرَ، فلبّتْ نداءها الظلماء
ورآها الصباحُ تخطرُ فيهِ
فتمنَّى أن لا يكون المساء
نشأ الشِّعرُ في ظلال هواها
وتجلَّى بوحيها الشعراء
نداء إلى الأمة.. سطور للإفاقة من الغفلة التي تعيشها
سكرتْ بخمرة مجدها الأقوامُ
فعلامَ كأسُكِ ليس فيه مُدامُ
يا أمّتي هبّي إلى أمجادهم
أَوَ ما رأيتِ المجدَ كيف يُرام
ما لي أرى أنوارَهم وضّاءةً
وأراكِ والأنوارُ فيكِ ظلام
ما لي أراهم يشمخون بدورهم
وأراكِ والعمرانُ فيكِ حُطام
ما لي أراهم يلأمون جراحَهم
والجُرحُ في بُرديكِ لا يلتام
ما لي أراهم حطَّموا أغلالَهم
وأرى بنيكِ كأنَّهم أنعام
يا أمتي هل أنتِ نائمةٌ إلى
أبدِ الدهور تغلُّكِ الأوهام
يا أمتي هوذا العواذلُ أقبلوا
يتهامسون وكُلُّهم لُوّام
أيظلُّ قلبُك مُثخنًا بجراحهِ
وتظلُّ فيكِ حناجرٌ وسِهام
يا أمتي ما أنتِ حقًِّا أمّةٌ
إنْ أنتِ إلاَّ أرسُمٌ ورُكام