بعد وفاة زوجها وطفلها في حادث سير.. قصة أول مهندسة صيانة سيارات بأسيوط│ صور
كُثر هي قصص النجاح والمثابرة التي أصبحت تتعلق بالسيدات المصرية، اللاتي يثبتن كل يوم أنهن قادرات على امتهان مِهن الرجال الشاقة بل والنجاح بها بشكل كبير، وهذا ما حدث مع ريهام أشرف البارودي التي كسرت القاعدة التقليدية بأن المهنة قاصرة على الرجال فقط، وأصبحت أول مهندسة تعمل في ورشة لصيانة السيارات بأسيوط، بل تُعلم غيرها من الفتيات.
روت ريهام البارودي، 33 عامًا، في تصريحات لـ القاهرة 24، أنها تخرجت في كلية الهندسة جامعة أسيوط دفعة 2012، قسم تعدين وفلزات، ومن بعدها قررت أن تخوض تجربة صيانة السيارات وتتعلم في الورش، إلى أن عُينت في وظيفة مهندس استقبال وبعدها مهندس قطع غيار.
وبعد النجاح الذي حققته المهندسة ريهام البارودي والخبرات التي اكتسبتها طيلة عملها في ورش السيارات، اضطرت إلى أن تتوقف عن حلمها، حيث اختارت زوجها الذي ظهر لها في منتصف الطريق وأنجبت منه طفلًا، وأصبحا كل حياتهما حتى جاء اليوم الذي لا يرغبان فيه.
ريهام تفقد زوجها وطفلها في حادث
فقبل 6 سنوات، بعد 45 يومًا من ولادة طفلها الأول، تعرضت الأسرة الصغيرة إلى حادث سير، وفقدت ريهام زوجها وابنها، وأصبحت أرملة تواجه المجتمع وحدها.
تعرضتُ لنظرات سخيفة كثيرة خصوصًا أني أرملة وصغيرة في السن، هكذا وصفت البارودي الحالة التي كانت تعيشها، ورغم ذلك تحولت طاقة الحزن المخزونة بداخلها إلى تحدٍ ومواجهة لمن يقول لها: حياتك خلصت ووقفت، حسبما وصفت.
عملت ريهام في أكثر من مجال، أبرزها التشطيب والديكور، حتى إنها قررت العودة مرة أخرى إلى عالم السيارات وصيانتها، وانطلقت بقوة حتى تثبت قدراتها، ورغم التنمر التي تعرضت له في البداية فإنها استمرت في هذا المجال متى اكتسبت خبرة كبيرة.
وتمكنت ريهام البارودي بعد نجاحها في هذا المجال من تقديم ورش عمل لتعريف الفتيات بأعطال السيارات وأساسيات صيانتها، حيث إن كثيرًا من الفتيات في الصعيد أصبحن يقدن السيارات ولكنهن لسن على دراية كافية بمكونات السيارة وميكانيكيتها.
وبذلك أصبحت المهندسة ريهام البارودي أوّل مهندسة بأسيوط تعمل في ورشة صيانة سيارات وتعلم من حولها حتى تفادي حوادث السيارات.