خطه الرسول صلى الله عليه وسلم بيده.. علي جمعة يوضح أهم الأماكن في المدينة المنورة
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، إن من أهم الأماكن المقدسة في المدينة، مسجد قباء، لافتا إلى أنه أول مسجد بني في الإسلام.
وأضاف الدكتور علي جمعة خلال منشور له بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطه بيده عندما وصل المدينة مهاجرًا من مكة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضي الله عنهم
وتابع: قد أخبر الله عز وجل في كتابه بأنه مسجد أسس على التقوى من أول يوم، فقال: (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ المُطَّهِّرِينَ).
وواصل: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه، وكأنه يأتيه خاصة في يوم السبت، فعن ابن عمر رضي الله عنها قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشيًا وراكبًا، كان عبد الله يفعله).
وأردف: وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على زيارته والصلاة فيه، فقال: (من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من خرج حتى يأتي هذا المسجد ـ يعني مسجد قباء ـ فصلى فيه كان كعدل عمرة).
وأكمل: قد اهتم المسلمون بمسجد قباء على مر العصور، فجدده عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة، ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلى الحسيني.
وأضاف: وظل الحكام والملوك يعتنون به وبتجديده حتى ذلك العهد؛ حيث امتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، ولكن جعل له أربع مآذن عوضًا عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 مترًا.
واستطرد: بني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة ويتصل الرواقان شرقًا وغربًا برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة منها: 6 قباب كبيرة قطر كل منها 12 مترًا، و56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق.
واختتم: وقد بلغت مساحة المصلى وحده 5035 مترًا مربعًا، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما ألحق بالمسجد مكتبة.