أنا بندبك.. مقتل شاب بالمرج على يد سائق.. وشقيقته: كان بيصرف على 3 بيوت | فيديو
لا تزال الجرائم تلتصق بسائقي مركبات التوك التوك أينما ذهبوا ووقتما حلوا، هنا في المرج بمحافظة القاهرة، عاش رامي حياة بائسة منذ أن أجبرته الحياة ومشقاتها على ترك التعليم في صفة الرابع الابتدائي، ليساعد والده في أسرة تكونت من 8 أفراد، فعمل في تصليح الدراجات الهوائية، حتى تمكن في مهنته فانتقل إلى تصليح مركبات التوك التوك، وافتتح ورشة صغيرة بمنطقة مساكن الشرفاء بحي المرج، وهو ما أقحمه في بوتقة التعامل مع السائقين من كل حدب وصوب، مع اختلاف طباعهم وأشكال إجرامهم، حتى وصل الأمر إلى أن أنهى أحدهم حياته، للاختلاف على تصليح إحدى المركبات.
القاهرة 24 انتقل حيث يسكن رامي، والتقى المحرر بأسرته، وقالت شقيقته إن أخاها المجني عليه أتم عامه الـ 33 منذ قريب، كان متزوجًا ولديه طفلان، يعول أسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة، ووالده المسن ووالدته القعيدة منذ صباه، فلم يكل أو يمل في تقديم العون لجميع أفراد العائلة، يواصل ليله نهاره في عمله، يبتعد بجميع السبل عن المشادات والمشاجرات، خشية أن يعطله ذلك عن كسب قوت يومه، فلا وظيفه له يشغلها، أو لوالده، فكلاهما يسكبان بقمة عيشهما من صنع أيديهم، فإذا ما اقتاده المجرمون لساحة معاركهم، فهناك من يموت جوعًا، أو ربما يفتك المرض به إذا تغيب عن تناول علاجه، كما هو الحال مع والدته التي أصيب بالعجز ولا تقوى على الحركة منذ سنوات.
لكن المجرمين عرفوا إليه سبيلًا، عندما طلبت والدة أحدهم من المجني عليه، التوسط لها في شراء مركبة توك توك لنجلها للعمل عليه، فوافق الضحية، وتمت البيعة، لكن المتهم تردد على رامي مرارًا وتكرارًا يطلب منه تصليح المركبة دون مقابل، مستندًا على أن المركبة تخص المجني عليه، فهو من ابتاعها له، وعليه أن يصلح ما يفسد فيها دون مقابل، فوافقه رامي في بادئ الأمر، لكنه لم يتحمل كثيرًا فتصليح المركبة يتكلف أموالًا يقتطعها رامي من قوت يومه، فأخبره أنه لن يقدم على هذا الفعل مرة أخرى، وعليه أن يتحمل تكاليف أعطال مركبته، وهو ما لم يقبله المتهم، وبدأ في وضع خطة للانتقام منه.
ظل المتهم يفتعل الأزمات مع المجني عليه، ويهدده بين الفينة والأخرى بأنه سيقتله، لكن المجني عليه لم يعبأ به وظن أن حديثه مجرد مناوشات من المتهم سريعًا ما تنتهي، عندما يجد منه لا مبالاة، إلا أن المتهم فاجأه يوم الواقعة، وانتظر لحظة ابتعاده عن ورشته وجلوسه على أحد المقاهي بمفرده، فتوجه إليه قائلًا “أنا بندبك”، فحاول رامي صرفه عنه، إلا أن المتهم توجه إلى منزله واستل سلاحًا أبيض مطواه، وتوجه بها إلى الضحية، فطعنه في فخذه اليمنى طعنة قطعت شريانًا متصلًا مباشرة بالقلب، فلم يكمل رامي أكثر من ربع ساعة حتى فاضت روحه إلى بارئها، وسط بركة من الدماء، لتكتب نهاية شقائه بمقتله.
البداية كانت بتلقي قسم شرطة المرج بلاغًا من مستشفى اليوم الواحد بمؤسسة الزكاة، يفيد بوصول جثة أحد الأشخاص مصابًا بجرح قطعي في الفخذ، والاشتباه في شبهة جنائية، في الوقت ذاته الذي تلقى فيه القسم بلاغًا من الأهالي يفيد بمقتل أحد الأشخاص، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة، وتمكنوا من القبض على المتهم، وإحالته للنيابة العامة التي أمرت بحبسه.
