هل يربك ترشح سيف الإسلام القذافي وحفتر للرئاسية الحسابات السياسية الليبية؟
على صفيح ساخن، هكذا يبدوا الحال بعد أيام من فتح باب الترشح لأول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا، إذ بلغ عدد المرشحين للانتخابات 6 مرشحين، حتى كتابة تلك السطور- بينهم اثنين أثار ترشحهم حفيظة بعض الأطراف الليبية، في حين ترقب الشارع الليبي إعلان ترشح أخرين تصدرت أسمائهم قوائم المرشحين المحتملين قبيل فتح باب الترشح الذي يتسمر حتى 22 نوفمبر الجاري.
مرشحو الانتخابات الرئاسية الذين تصدرهم كل من سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والمشير المتقاعد خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، إذ هاجمت العديد من الأطراف الموجودة في الغرب الليبي ترشحهما مطالبة بوقف إجراءات الترح.
إلا أن تلك الأطراف لم تكتفي فقط بمطالب وقف إجراءات الترشح، إذ راح بعضهم يهدد باستخدام القوة في حال استكمال ترشحهم للانتخابات الرئاسية، كما حدث في كل من منطقة الزاوية، وصبراتة، وعدد من المناطق الغربية، أما التهديد الأبرز فكان من قبل المجلس الأعلى للدولة على لسان رئيس المستشار خالد المشري، القيادي الإخواني، مهددًا باعتراض الانتخابات في حال إجرائها وفقًا للقوانين الحالية الصدرة من مجلس النواب، مطالبًا المواطنين بعدم المشاركة بها.
وزاد المشري من حدة تهديداته عندما تحدث في تصريحات إعلامية له، عن إمكانية استخدام الأسلحة النارية في حال ترشح المشير خليفة حفتر للانتخابات وحصوله عليها.
على خطى المشري جاء إعلان المجلس البلدي بمدينة مصراتة غرب ليبيا، عن رفضه التام والقاطع لإجراء الانتخابات الليبية في صورتها الحالية واصفا إياها بـ المعيبة.
واعتبر المجلس في بيان له أن الانتخابات بصورتها الحالية تُرسخ لوأد الحرية، وعودة الاستبداد، وطالب المجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بـ الاعتذار حتى لا تحيد عن أهدافها.
وعقب إعلان ترشح نجل الزعيم الليبي الراحل بعدة ساعات، اتهم المجلس مفوضية الانتخابات بالخروج عن العمل الإداري التنظيمي إلى العمل السياسي، الأمر الذي يجعلها منتهكة للقضاء المحلي والدولي.
وقف إجراءات الترشح
وعقب اعلان ترشح سيف الإسلام القذافي، وقبيل ساعات من اعلان ترشح المشير خليفة حفتر، ظهرت وثيقة منسوبة إلى وكيل النيابة بمكتب المدعي العام العسكري بطرابلس في الغرب الليبي، يطالب بها مفوضية الانتخابات بإيقاف إجراءات ترشح خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي.
واتهّم مكتب الادعاء العسكري سيف القذافي بعلاقته مع مرتزقة فاغنر المتورطة في قتل مواطنين في منطقة اسبيعة عام 2019.
في حين قال المتحدّث باسم المحكمة الجنائية الدولية فادي العبدالله إنّ الوضع القانوني لسيف أمام المحكمة لم يتغير، مشيرا أن المحكمة الجنائية لا تعلّق على الشأن السياسي للدول.
وذكر العبد لله أن أمر القبض منذ 2011 الصادر بحق سيف، لا يزال ساري المفعول حتى الآن.
سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر
أما رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة فقد أعلن امس الاثنين رفضه القاطع لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية الليبي وفقًا للقواني الحالية التي وصفها بالمعيبة، وذلك في كلمة له، خلال إشرافه على تأسيس المجلس الوطني للشباب، وصافًا قوانين الانتخابات بـ المفصلة على مقاس بعض الأشخاص، في إشارة منه إلى كل من المشير خليفة حفتر ونجل القذافي.
كما قال: لا يمكن أن نرضى بهذا القانون المعيب"، مشيرًا إلى أن الانتخابات "تمر بمشكلة كبيرة جدًا".
واتهم الدبيبة أطرافًا لم يسمها بخلق صعوبات من أجل عرقلة إجراء الانتخابات، مضيفًا أن الليبيين يريدون برلمانًا نزيهًا وانتخابات تقوم على قوانين عادلة.
وتقدم كل من المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، وسيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وكل من عبد الحكيم بعيو، وأسعد محسن زهيو، وفيضان عيد حمزة، والسنوسي عبدالسلام الزوي، بأوراق ترشحهم إلى الانتخابات الرئاسية الليبية المقبلة المقررة في 24 ديسمبر المقبل.
وأوضحت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أنه تم قبول طلبات الترشح مبدئيًا إلى حين التحقق من بياناتهم، وسوف تعلن المفوضية بعد إغلاق باب الترشح القوائم المبدئية للمرشحين وتنشر بوسائل الإعلام وموقع المفوضية الرسمي.