المشلوح زكريا بطرس خارج نطاق الخدمة
منذ سبع سنوات وأكثر كنتُ كأي مسلمة تُريد أن تبحث في دينها، بل وتحاول فهم معاني آياته الكريمة، بالفعل كنتُ أحدد وردًا خاصًا ليَ بعد صلاة الفجر، وكنتُ أستمتع بقراءة القرآن، ودراسة أسباب النزول كنوع من أنواع الاجتهاد، ومذاكرة مواد الجامعة التي تختص بعلم القرآن والحديث، ومن يقرأ مقالاتي سيُلاحظ أنني أُشير إلى فترة الجامعة؛ لأنها كانت الفترة الحقيقية التي تغيرتُ فيها من ناحية الفكر تغيرًا فكريًا جذريًا ملحوظًا؛ لأنني تَعلمتُ أن فهم اللغة العربية ليس بالأمر الهين، وأن هناك فارقًا جوهريّا بين اللغة، وفقه اللغة، وفقه المعنى، ولا سيما أن الأمر يحتاج إلى تفتح ذهني، بل يحتاج إلى إدراك لكل جوانب التخصصات الفكرية والعلمية التي تُجاور علم اللغة العربية.
ومن خلال دراستي للغة العربية أدركتُ أن فهم القرآن يجعلنا أمام وجوب الاطلاع على علوم شتى؛ مثل: علم البلاغة الأعم والأشمل من التفسير اللغوي المجرد للمعنى- أي اصطلاحًا-؛ لندرك أن البلاغة تحوي قسمين؛ هما: علم المعاني وعلم البيان، بل إن البلاغة نفسها قديمة وحديثة من حيث الإفراد والتراكيب. وخلال دراسة الفكر الإسلامي أدركتُ أن هناك أفكارًا مغايرة لطريقة تفكيرنا، وأن كل فكر لديه أدواته في تناول القضايا الكبرى الفلسفية والدينية، وأن هناك مستشرقين منهم المحب الحكيم، ومنهم المُدلس الذي يضع السُمّ في العسل؛ ذلك من خلال تظاهره بدخوله الإسلام لهدمه ونقضه، لكن دين الله أبقى وأقوى، كما قال الله -جل في علاه- في سورة الحجر:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)}.
يمكننا معرفة ذلك الأمر الذي أشرتُ إليه من خلال قراءة مقدمة ابن خلدون، وقراءة فلسفة ابن رشد الإسلامية التي تناقش القضايا الإسلامية والتاريخية بأدوات بحثية منهجية؛ فمن خلال ما ذكرت تعلمتُ أن أهم ما يميز أي باحث هو امتلاكه لأدواته التي يبحث بها، ثُمَّ المنهج الذي يتبعه في البحث، بل فهمتُ الأمر المراد من الآيتين الكريمتين في سورة العلق: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)}، وتُعد السورة الأولى التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فديننا الحنيف يأمرنا ويحثنا على الفهم والقراءة؛ لأنه من خلال انشراح القلب يأتي اللين، ومن خلالهما تأتي الحكمة، والفهم، والتدبر. ويقول القرطبي في تفسيره، حيث قال أبو رجاء العطاردي: وكان أبو موسى الأشعري يطوف علينا في هذا المسجد "مسجد البصرة"، فيقعدنا حِلَقًا، فيقرئنا القرآن؛ فكأني أنظر إليه بين ثوبين له أبيضين، وعنه أخذت هذه السورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}. وكانت أول سورة أنزلها الله على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-. وروت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها أول سورة أنزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم بعدها {ن، والقلم}، ثم بعدها: {يا أيها المدثر}، ثم بعدها: {والضحى}. ذكره الماوردي. وعن الزهري: أول ما نزل سورة: {اقرأ باسم ربك} - إلى قوله: {ما لم يعلم}، فحزن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وجعل يعلو شواهق الجبال، فأتاه جبريل، فقال له: إنك نبي الله، فرجع إلى خديجة، وقال: "دثروني وصبوا عليَّ ماءً باردًا"، فنزل: {يا أيها المدثر}.
وما ذكرته لهدفٍ محدد هو التأكيـد على أنه ليس كل باحث بباحث حق، وأن النقد معنى أعمق وأشمل، وله أبعاد كثيرة وسامية، معناه مختلفٌ تمامًا عن النقض والهدم الذي هدفه غير شريف، فأساسه خبيث، ويحركه شيطان الهوى، وعدم الأمانة، فالمشلوح زكريا بطرس منذ فترة ليست ببعيدة -تحديدًا عام 2009م- كان على إحدى القنوات التي تبث من الخارج -من إحدى الدول الأوروبية- مع المدعو رشيد؛ وذلك بعد شلحه عام 2002م يقوم بالسب والشتم، ويضرب الأمثال المقززة التي لا ترتقي برجل دين، رغم أني لا أظنه رجل دين لا من قريب ولا من بعيد؛ لأن أساس الدين هو احترام الآخر، واحترام معتقده، وما أقصده يخص الطرفين سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا، فحرية الاعتقاد متروكه لكُلّ إنسان، فالقضية الأولى التي سب فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واتباعه؛ حيث قال: إن الإسلام انتشر بحد السيف، وأنه هتك حرية الأمم التي فتحت، وكثيرًا ما كان يتشدق المشلوح بهذا القول العاري من الصحة، وأن الرسول كذا وكذا دون ضرب مثال واحد على صحة قوله، مُستغلًا بذلك جهل المشاهدين، والجهل يعني عدم المعرفة، رغم أن الكثير من المستشرقين الغربيين أقروا برحمة رسول الإسلام، ورحمة أتباعه من حاملي رسالته، أشهرهم: جوستاف لوبن، الذي قال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واصفًا أخلاقه: "... إن السيد الرسول الذي كانت تلك صفاتِه أتى العرب، الذين لا عهد لهم بالمُثُل العليا، بمَثَلٍ عالٍ اهتدوا به، فاكتسب العرب بهذا المَثَل العالي آمالًا متماثلة، وتوجَّهت به جهودهم إلى غرض واحد، وصاروا مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل نشره في أنحاء الدنيا"، ثم قال: "إن محمدًا أصاب في بلاد العرب نتائجَ لم تصِب مثلَها جميع الديانات التي ظهرت قبل الإسلام، ومنها اليهودية والنصرانية، ولذلك كان فضل محمد على العرب عظيمًا …، وإذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد من أعظم من عَرَفهم التاريخ … والتعصبُ الدينيُّ هو الذي أعمى بصائر مؤرخي الغرب عن الاعتراف بفضل محمد".
أمَّا عن الحروب الصليبية والفتح الذي ينعته المشلوح بــ "الذبح" لن أستدل برؤية إسلامية عربية، لأن الاستدلال يجب أن يكون من الغرب؛ لأنهم الأغلبية العظمى في انتشار المسيحية، وأن أستدل دائمًا في كتاباتي بكتاب: "حضارة العرب"؛ لاعتماده على الوثائق التاريخية غير المغلوطة، وذكر الدليل التاريخي، ومنهجه النقد البناء؛ لأنه يُعدُّ أهم كتاب بين كُتُّب المستشرقين بل مرجعهم الأول في البحث التاريخي في الكتب التي تناولت تاريخ العرب، والإسلام، والفتوحات، وقد خَصَّص لوبون فصلًا للحروب الصليبية أشار فيه -أكثر من مرة- إلى الفرق بين الفتح العربي، والغارات الصليبية؛ من حيث: التسامح، وحسن معاملة المغلوبين، والسياسة الرشيدة، فقال: "كانت أوروبا، ولا سيما فرنسا، في القرن الحادي عشر الذي جُرِّدت فيه الحملة الصليبيةُ الأولى في أشد أدوار التاريخ ظلامًا …، ولم يكن الصراع العظيم الذي كان يَتَمَخَّض عنه العالم غيرَ نزاع عظيم بين أقوام من الهمج، وحضارةٍ تُعدُّ من أرقى الحضارات التي عرفها التاريخ".
وقال لوبون -بعد أن ذكرَ الفظائع الوحشية وأعمالَ التخريب والسلب التي اقترفها الصليبيون في طريقهم إلى القدس، وذبحَهم لمئات الألوف من المسلمين والعرب والأبرياء-: "كان سلوكهم حين دخلوا القدس غيرَ سلوك الخليفة الكريم عمر بن الخطاب نحو النصارى".
إذن أين حد السيف والقتل وسفك الدماء من كلام المشلوح؟! أرى أنه كره أعمى، وحقد تجاه الإسلام، والأحرى أنه عدم قوة في الإتيان بالحجة والدليل، وكانت تلك حلقة من الحلقات التي تناول فيها قضية عفى عليها البحث الأكاديمي من المستشرقين بالغرب، وفي كتب الباحثين العرب، وهو ليلًا نهارًا يتشدق ويسب ويلعن، فما وجدت له دليلًا واحدًا على صحة ما يقول.
والقضية الثانية التي تحدث فيها عن نسب النبي أشرف خلق الله، متجاهلًا عادات العرب، وأعراف العرب، ولو أن نسب النبي تشوبه شائبة؛ لاتخذتها قريش حجة ضدّ إسقاط رسالته التي جاءت بالخير والرحمة للبشرية كلها، والاستدلال الثاني من كتاب "الخالدون مائة"، الذي خرج لنا عام 1978م للمؤلف: مايكل هاردت، الذي عدّ فيه رسول الله في القائمة الأولى، فالرجل في كتابه اعتمد على عدة مناهج وأساليب نقديّة؛ وهي: المنهج التاريخي حيث تكون الشخصية حقيقية وشهيرة، وليست من الشخصيات الأسطورية، وأن تكون الشخصية لها رسالة دينية، وهو ما أوحى به الله لسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وثانيًا: أن تكون دنيوية لتقتدي الناس بها، وهي من سمات الأخلاق لدى رسول الله، فالكتاب يُعد من أشهر الكتب التي انتشرت في العالم الغربي المسيحي؛ لأن به الكثير من الومضات المكثفة المختصرة عن رحمة النبي محمد، بل إنه ذكر فيه رحمة الرسول، وفضل العرب على الحضارة الغربية، وفضلها حتى بعد مرور قرون؛ ليشهد قائلًا:
"لم تشترك إيران وإندونيسيا المسلمة في فرض حظر البترول على العالم الغربي فيما بين 1973- 1974، بينما نجد أن الدول العربية قد شاركت جميعًا في هذا الحظر، وهذا الموقف يؤكد لنا أن الغزوات العربية التي سادت القرن السابع، لا يزال دورها عميقًا، وأثرها بليغًا في تاريخ الإنسانية حتى يومنا هذا".
وفي نهاية مقالته عن شخصية رسول الله محمد يشهد له قائلًا: "فهذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذي جعلني أومن بأن محمد -صلى الله عليه وسلم- هو أعظم الشخصيات أثرًا في تاريخ الإنسانية كلها".
أما القضية الثالثة التي يتناولها في برنامجه المسموم هي حديثه عن وضع المرأة في الإسلام، وحقيقة الأمر أنها دعوات باطلة منه، ويشترك معه برنامج آخر اسمه: "تحت العمة إيه؟!" تديره امرأة مسنة تدعى "فرحة" على مواقع التواصل الاجتماعي، فأمر التشكيك ليس بجديد على هؤلاء، فوضع المرأة كأداة ضغط هي وسيلة، وحجة ضعيفة، وحقيقة الأمر أن دعوته باطلة؛ فأنا لا أنكر تعنيف المرأة في وقتنا الحالي، ولكنها ليست قضية يختص بها دينٌ بعينه، فالمرأة في أوروبا تتعرض للضرب، وإهدار حق الرجل للمرأة لا يختص به دين مسيحي ولا إسلامي، بل هي صفات بشرية حادت عن الطريق السليم الذي أقره الإسلام والمسيحية في معاملة النساء، وأيضًا أفعال خارجة عن تعليم المسيح، فالقضية هنا لو كان المشلوح ناقشها بعين الحكمة لناقش وجوب احترام الرجل للمرأة وتقديره، لكنه في الأصل ليس بصاحب دعوة لا هو ولا غيره.
وإذ قمنا بالاستدلال لذكرت معاملة النساء في أوروبا الحديثة، والملاهي الليلية التي يخلع النساء فيها ملابسهن؛ وهو ما يسمى في بعض الكتب التي تناولت الحركات النسوية قضية "تسليع المرأة"، وتحديدًا تناول تلك القضية بيتي فريدن في كتابها: "اللغز الأنثوي"، فعلى سبيل الرصد لا الحصر عام 1790م، بيعت المرأة في أسواق إنجلترا بشلنين؛ لأنها كما ذكر عباس محمود العقاد شيخ الكُتّاب في فصل: "المرأة" في كتابه: "عبقرية محمد": "بيعت المرأة بشلنين؛ لأنها ثقلت بتكاليف معيشتها على الكنيسة التي كانت تؤويها"، ليس هذا فحسب أيها المشلوح، فقد كانت المرأة سنة 1882م في أوروبا محرومة من امتلاك أي شيءٍ باسمها كالعقارات وما شابه، بل 1849م كانت المرأة لا تمارس حقها في التعليم، ويتم النظر إليها على أنها رجس خبيث أشهرهن الطبيبة: "إليصابات بلاكويل" التي تعلمت في جنيف، بوصفها أول طبيبة.
ويصف العقاد موقف أوروبا تجاه المرأة قائلًا: "لما اجتهد بعضهم في إقامة معهد يعلم النساء الطب بمدينة فلادلفيا الأمريكية أعلنت الجماعة الطبية بالمدينة أنها تصادر كل طبيب يقبل التعليم بذلك المعهد، وتصادر كل من يستشير أولئك الأطباء"، كان هذا يحدث بأوروبا التي تؤويك أنت وغيرك ومعك آرائك الخبيثة تحت ستار "حرية الاعتقاد والرأي"، رغم أنك لو كنت بمصر لكنت حُكمت بتهمة "ازدراء الأديان"؛ لما فيها من تطاول، ومحاولة لإثارة الفتنة، وهذا لا يعني أننا كدولة بمعزل عن التقدم، بل العكس صحيح؛ فنحن شعب يحترم الآخر في حرية اعتقاده، بل إخوة في الأزمات، والذي ندركه بحق أنك مُضل ومضلل، وأن ما تدّعيه لا يمثل الكنيسة المصرية، ولكنه يمثلك أنت؛ لأنك أنت، ولأن أخلاقك تشبه فكرك السقيم العليل المحاول لإثارة الفتن، وإيقاع الضرر بين المصريين.
أما عن قراءة القرآن، فهو لا يستطيع قراءة ولا فهم آية واحدة من القرآن الكريم، أضف إلى هذا علم الأحاديث الذي هو ليس ملمًا به، ولا بمدى صحتها؛ لأن هذا العلم يحتاج إلى دراسات وتحري الدقة، فدائمًا يعتمد على الأحاديث الموضوعة على لسان رسول الله، غافلًا أن هناك علمًا اسمه علم مصطلح الحديث، يناقش فقط مدى صحة الحديث وقوته، فمنه الصحيح الذي لا يرقى إليه شك، ومنه المتواتر، ومنه المشهور، ومنه القسم الثاني: الحسن، والقسم الثالث: وهو الضعيف، والمعلل الذي تداخله عله تقدح صحته. فأين المشلوح من هذا العلم؟ أما الرواة الذين يعتمد هو عليهم ليسوا بالثقات؛ لأن تجميع الحديث لا يأتي هكذا دون علم، لكن هناك شروطًا حازمة وصارمة، بل هو في ذاته علم يسمى بـ: "علم الجرح والتعديل" يبحث في حقيقة الرواة، وصدقهم، وكذبهم، فهل أدرك بطرس هذا العلم؟! كيف وهو يقتص المعلومات من الكتب، ويسوقها للناس، ويحرفها عن موضعها، وأشهد أنه لم يستطع نطق آية واحدة بصورة سليمة وأشهرهم سورة الشورى: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا ۖ يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ ۚ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)}، حيث ينطقها "مَثله" بالفتح إلى آخره من الآيات.
في النهاية أودُّ التنويه إلى أنه في أول رد رسمي من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، على تصريحات زكريا بطرس المسيئة للإسلام، قالت الكنيسة في بيان يوم السبت: إنه تم انقطاع صلته بها منذ أكثر من 18 عامًا. فالهدف من كل ما عرضته بشكل مفصلٍ توضيح هدف هذا الرجل، فالهدف إحداث "الفتنة الطائفية"، وهذا الأمر استدركه المسلمون والمسيحيون، بل استدركه المسيحيون قبل المسلمين، ورفضوا كل ما صرح به، بل اعتبروه ازدراء أديان، وعدم احترام لحرية الاعتقاد، وأود التأكيد أيضًا على أن زكريا بطرس لا يمثل الكنيسة، ورأيه قائم على جهلٍ أعمى، وهذا ما وددت توضيحه، فمن ثمة لا داعي لوضعه في الحسبان؛ لأن الهدف هو "الفتنة"، فعلينا نحن المصريين الحفاظ على أمان وطننا مصر، ومعرفة أن المتسلح بعلمه ودينه يستطيع مواجهة تلك الأفكار المشابهة لأفكاره، وبعمله أيضًا لتطوير وطنه؛ ليحافظ عليه ضد كل المؤامرات التي تُحاك صوبه، فوجوبٌ علينا الاطمئنان، فالمشلوح زكريا بطرس خارج نطاق الخدمة.