أصيبت بالسرطان حزنا عليه.. أم تبحث عن ابنها منذ 15 عاما: نفسي أشوفه قبل ما أموت | فيديو
في الشقة التاسعة بعمارة 4 بمساكن النزلة بمحافظة أسيوط، تعيش أسرة متوسطة الحال في حالة من الجحيم والحزن لا تنقطع، فمنذ 15 عاما، وذلك عقب خروج أحد أطفال الأسرة دون عودة، استمرت رحلة البحث طوال 15 عاما من محافظة إلى محافظة، وتستمر معها رحلة العذاب والإصابة بالأمراض حزنا عليه.
بدموع تنهمر من عينيها وبوجه شاحب يظهر عليه علامات الحزن والمرض، بدأت والدة أحمد محمود قطب محمد، تسرد مأساتها والتي بدأت منذ نحو 15 عاما، عندما خرج ابنها أحمد للذهاب إلى الورشة التي يعمل بها، بعد أن ترك التعليم في مدرسة النيل وهو في الصف الرابع الابتدائي، نظرا لعدم حبه في التعليم وعدم رغبته في الدراسة.
وأضافت والدة أحمد أنهم انتظروا رجوعه في ذلك اليوم، وجهزوا العشاء وظلوا في انتظاره ليأكلوا جميعا كما هو معتاد في أسرتهم، ولكنه لم يعد، فاتصل والده بصاحب الورشة ليسأله عن أسباب تأخير أحمد في العودة للمنزل فأخبره أنه لم يأت العمل، فهرولت الأسرة مسرعة للأقارب والمعارف للسؤال عنه لعله ذهب لأحد منهم ولكنه لم يذهب، لتبدأ من هنا رحلة البحث عنه في الشوارع والمستشفيات، ومن محافظة إلى أخرى، كما طبعوا صورته وعلقوها في الشوارع في أغلب المحافظات، ويوما وراء يوم مرت السنين في رحلة البحث حتى وصلت إلى 15 عاما وحتى الآن لم يتم العثور على ابنها، رغم أنهم قاموا بإبلاغ الشرطة ولكن لم تتمكن من التوصل لابنهم.
وتابعت الأم المقهورة أن والد أحمد منذ فقد ابنهما يحتضن دائما صورته ويبكي عليه، مما أسفر عن إصابته بالمياه البيضاء في عينيه، وذلك جعله يجرى العديد من العمليات الجراحية ولكن دون فائدة، فحزنه وبكاؤه أدى إلى فقده جزءا كبيرا من بصره، موضحة أنها أيضا أصيبت بالسرطان من شدة القهر والحزن على ابنها، قائلة وقلبها يعتصر من الحزن: العمر مبقاش فيه تاني نفسي أشوف ابني قبل ما أموت.
وأوضحت أن ابنها كان بكامل قواه العقلية وليس به أي أمراض، وكان يمتاز بالرزانة والعقل رغم صغر سنه، وكان محبوبا بين جيرانه، مؤكدة أنه لا يوجد أى عداوات أو مشاكل مع أي أشخاص، وأنهم محبوبون من الجميع ويتمتعون بسيرة طيبة، فهم أسرة بسيطة تعيش دون مشاكل لا تريد سوى الستر والعيش في سلام.
وتستغيث والدة أحمد بجميع المواطنين بأن من يستدل على ابنها والذي يبلغ حاليا 24 عاما، يخبرها عن مكانه سواء عن طريق رقم الهاتف أو من خلال المنزل، موضحة رقم الهاتف لمن يعثر على اي دليل لوجوده، والعنوان مساكن النزلة بأسيوط، أمام مركز التكوين المهني، عمارة 4، شقة 9، ومحل والده بشارع القيسارية بجوار مسجد سيدي جلال السيوطي، ويعمل ترزي رجالي.