تبرعات الجماهير.. طوق النجاة الأخير للأندية الغارقة في بحر الديون
أزمات بالجملة تعاني منها بعض الأندية المصرية لكن تبقى الأزمات المالية هي الأكثر تأثيرًا والأقوى من حيث التوابع، خصوصًا داخل الأندية الجماهيرية والتي لا يشكو بعضها من قلة الموارد المالية فحسب وإنما تحاصره ديون بملايين الجنيهات أصبحت بمثابة قنابل موقوتة داخل تلك الأندية.
وعادة ما تلجأ إدارة الأندية للطرق التقليدية للتخلص من شبح الديون الذي يطاردها، سواء من خلال بيع اللاعبين لتوفير الموارد المالية، أو محاولة تحصيل أي مستحقات متأخرة لتلك الأندية لدى الرعاة أو أصحاب الحقوق التليفزيونية للمباريات.
وفي الفترة الأخيرة لجأت إدارات بعض الأندية لاستخدام ورقة التبرعات الجماهيرية، على أمل مواجهة دوامة الديون، وعادة ما تأتي خطوة اللجوء للجماهير طلبًا للدعم المالي منهم بعد استنفاذ كل الوسائل الممكنة لمواجهة تلك الديون وتوفير موارد مالية للنادي لسداد الالتزامات العاجلة.
الإسماعيلي
آخر الأندية التي سارت على طريق طلب تبرعات الجماهير كان هو النادي الإسماعيلي، والذي أعلن رسميًا قبل ساعات عن فتح حساب بنكي لتلقي تبرعات جماهير الدراويش عليه.
ويعاني النادي الإسماعيلي من ظروف مالية غاية في السوء، حيث تتراكم على النادي مديونيات عديدة وكان من آخر أمثلتها المديونية المستحقة على النادي لصالح شركة الكهرباء والبالغة 4 ملايين جنيه، وبسبب هذا المبلغ هددت شركة الكهرباء بقطع التيار الكهربائي عن النادي الإسماعيلي لحين سداد المديونيات المتأخرة على النادي.
ويسعى مجلس إدارة النادي الإسماعيلي لتوفير موارد مالية لتأمين تحركاته لتجديد تعاقدات بعض اللاعبين، ومؤخرًا توصلت إدارة يحيى الكومي لاتفاق مع الشركة الراعية للنادي لجدول المستحقات الخاصة بقلعة الدراويش لدى الشركة.
الزمالك
في منتصف يونيو الماضي أعلنت اللجنة المكلفة بإدارة نادي الزمالك - برئاسة حسين لبيب - عن فتح حساب بنكي لتلقي التبرعات المالية من جماهير ومحبي النادي، وذلك في ظل الأزمة المالية الطاحنة التي تعانيها القلعة البيضاء، والتي زاد من حدتها الكم الهائل للديون المستحقة على النادي سواء لبعض الجهات الحكومية أو للاعبي الفرق الرياضية وأجهزتهم الفنية، بجانب المبالغ الطائلة المستحقة على النادي بسبب الغرامات الموقعة عليه من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والمحكمة الرياضية الدولية لصالح لاعبين سابقين في النادي.
فتح باب التبرعات في الزمالك صاحبه تشكيك في بداية الأمر حول جدوى تلك الفكرة، خصوصًا وأنها سبق وفشلت داخل النادي نفسه عام 2010 عندما تم إطلاق حملة وقتها تحت اسم "ناديك يناديك".
وبعد نحو 3 أشهر من إطلاق حملة الزمالك الحالية لجمع التبرعات من جماهيره ومحبيه، كشف حسام المندوه عضو اللجنة المكلفة بإدارة النادي أن حجم التبرعات التي تلقاها النادي عبر الحساب البنكي الخاص بالحملة تخطى 20 مليون جنيه.
المصري
النادي المصري البورسعيدي كان له تجربة أيضًا مع فكرة طلب الدعم المالي والتبرعات من الجماهير، حيث أعلن النادي في منتصف يوليو من العام الماضي فتح باب التبرع أمام محبي النادي وأعضاء مجلس النواب ورجال الأعمال في محافظة بورسعيد لتقديم الدعم المالي للنادي، لتجاوز الأزمة المالية كان يمر بها النادي وقتها في ظل تداعيات أزمة انتشار فيروس كورونا وتوقف النشاط الكروي وقتها وما صاحبه من توقف الموارد المالية للنادي بشكل تام.
لكن حملة التبرعات التي أطلقها النادي المصري لطلب الدعم من محبيه لم تستمر طويلًا، حيث أعلن النادي بعد وقت قصير تراجعه عن فكرة جمع التبرعات للنادي وذلك بعدما لم تشهد الحملة أي استجابة تذكر، حيث لم يتلق النادي أي مبالغ خلال الأيام القليلة التي تم خلالها فتح باب التبرع.