فلسفة موسيماني.. رقعة الشطرنج بها سم قاتل !
عزيزي الذي تجيد لعبة الشطرنج، وشغوف بمتابعة مباريات النادي الأهلي، خصوصًا منذ انطلاق الموسم الحالي، في الثوب الجديد للفريق مع الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني.
لطالما بحث موسيماني عن تطبيق فلسفة الـ«كش ملك»، ولكن فرد ما داخل المنظومة كان يُعطله قبل الخطوة الأخيرة، فبدى أن هناك رقعة لا تزال فارغة تشكل صداعًا نصفيًا في رأس موسيماني.
انطلاقة تاريخية يسطرها موسيماني مع الأهلي في الدوري المصري حتى الآن، ربما لا يزال مبكرًا على الحكم المطلق، ولكن كما يُقال «الجواب بيبان من عنوانه»، وخطة موسيماني الجديدة أجبرت الكبيرين على الخضوع.
فلا تفكر ولا تتردد وأنت تنظر لطريقة لعب تتخلل خطوط المنافس، تصول وتجول في أنصاف المساحات المتروكة، وتتقن الـ«كش ملك» كما يقول الكتاب.
وللتوضيح نحن لا نتحدث هنا عن تغيير طريقة اللعب فحسب، وإنما عمّا يكمن داخل عقلية موسيماني من توابع لتغيير الطريقة، التي فتكت بالزمالك والإسماعيلي وبنتائج عريضة!!
الأهلي في طريقة اللعب، التي تعتمد على تراجع حمدي فتحي بين قلبي الدفاع، جوكر خطة موسيماني، الذي يقف عائقًا في المساحات التي يبحث عنها المنافس.
ولكنك عندما تتحدث عن الفلسفة السحرية فوق الرقعة الخضراء، ستجدها تبدأ من دائرة منتصف الملعب حتى منطقة جزاء الخصم، وهنا تتجلى عظمة طريقة لعب موسيماني الجديدة.
هنا تجد ثنائي وسط الملعب مستحوذين على الكرة، آنذاك ستجد الجناحين المهاجمين موجودين في المساحات الفارغة بين خطي دفاع ووسط الخصم، وفي اللحظة نفسها ستجد ظهيري الأهلي على الأطراف، بينما المهاجم الوهمي يقوم بدوره في سحب قلبي دفاع المنافس من منطقة جزائهم.. ولذلك عند لعب الكرة الطولية سيكون الرد «كش ملك».
«كش ملك» أسهمت في تدمير الإسماعيلي برباعية دون رد، وشهدت تسجيل هدفين بعد تحرك مثالي فوق ركعة الشطرنج، وأسهمت الطريقة الجديدة في إرباك الدراويش وإفقادهم القدرة على المقاومة.
ولك أن تتخيل يا عزيزي أن خماسية الأهلي جاءت بفضل نظرية الـ«كش ملك»، لأن بفضل الزيادة العددية بطول وعرض الملعب، واجه الزمالك صعوبة في إخراج الكرة بطريقة سليمة من مناطقه، وكلفه ذلك 4 أهداف من أخطاء متكررة، كشفت للجميع تفوق موسيماني الفني والتكتيكي على باتريس كارتيرون.
وما دُمت وصلت إلى هنا، فأنت الآن لديك الدليل الشامل، حول فلسفة موسيماني، التي أسقطت الكبار، وأثبتت جدارتها بعدما قرر موسيماني التفكير خارج الصندوق، خاصة أن خسارة الدوري المصري بالموسم الماضي، كانت جرس إنذار له، بعد تتويجه بدوري أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي.
ختامًا، الأهلي رغم فلسفته الطاحنة هجوميًا، لا يزال هناك بعض القصور الدفاعية، الناتجة عن سوء التمركز خاصة بعد دخول عناصر جديدة خارج التوليفة، ولكن الموسم لا يزال في بدايته، وبالتأكيد موسيماني سيكون مستعدًا لإضافة تعديلات جوهرية كلما طرأ جديد.