دي ليسبس.. كيف أتته فكرة شق قناة السويس في أول أيامه بمصر؟
فيرديناند دي ليسبس، الدبلوماسي الفرنسي الشهير، صاحب فكرة قناة السويس المصرية، والمولود في 19 نوفمبر من العام 1805، أسهمت فكرته بتسهيل طرق التجارة في العالم، لكنها لم تكن مفيدة بشكل كامل لمصر وقتها، حيث جلبت عليها مطامع القوى الاستعمارية.
ولد دي ليسبس في فرساي، لعائلة دبلوماسية فرنسية، كان والده يشغل بعض المهام الدبلوماسية، التحق بكلية هنري الرابع في باريس، واتخذ نفس طريق عائلته الدبلوماسية، وكانت أولى مهامه الدبلوماسية، عام 1828، بعد أن تم إرساله إلى تونس، ليشغل منصب نائب مساعد للقنصل الفرنسي، وكان والده هو القنصل العام.
وصل دي ليسبس للمرة الأولى لمدينة الإسكندرية في عام 1832، ليشغل منصب نائب القنصل في الإسكندرية، ومن أول لحظات وصوله، وقبل أن يغادر سفينته التي كانت في الحجر الصحي في ميناء الإسكندرية، أرسل له القنصل بعض الكتب التي كتبت عن تاريخ مصر، فأخذ يقرأها باهتمام كبير، وراودته من خلال تلك الكتب، التي وجد فيها تاريخ قناة السويس القديمة، التي كانت موجودة في فترات كبيرة خلال تاريخ مصر، فكرة شق القناة، التي تصل بين البحرين.
في عام 1833 تولى دي ليسبس إدارة القنصلية العامة في الإسكندرية، وظل يعمل في ذلك المنصب حتى عام 1837، عاد بعدها إلى فرنسا ليتزوج من ابنة المدعي العام للحكومة، والتي أمجب منها 5 أبناء، عمل بعد ذلك في روتردام، ومالقة، وبرشلونة، والفاتيكان، وتقاعد من عمله الدبلوماسي في 1853.
العودة إلى مصر وإنشاء القناة
عاد إلى مصر مرة أخرى، حاملا معه آمالا جديدة لتحقيق حلمه القديم، والذي طمح بعد تولي محمد سعيد باشا الحكم، والذي كان التقى به قبل ذلك، واستطاع أن يقعه، بأن يعطيه امتياز حفر قناة السويس، وكان في نوفمبر من نفس العام.
مكث دي ليسبس مع اثنين من المهندسين الفرنسيين، وانتهى منه رغم كل المعارضات التي وجهت إليه في عام 1858، وفي شهر إبريل من العام 1859، كانت أول ضربة فأس في شق القناة، أقصر طرق العالم للهند، ظلت أعمال الحفر مستمرة حتى انتهت وافتتحت في عهد الخديوي إسماعيل، في عام 1869، الذي افتتحها في حفل أسطوري.
مات دي ليسبس في 7 ديسمبر من العام 1894، ودفن في باريس، بمقبرة دي لاشيه.