اليوم.. مناقشة المجموعة القصصية أحب نورا أكره نورهان للكاتبة عزة رشاد
يواصل صالون سالمينا الثقافي، فعالياته الثقافية، والذي يعقد اليوم السبت، ندوة جديدة حول المجموعة القصصية: أحب نورا.. أكره نورهان، للكاتبة عزة رشاد، بحضور عدد من النقاد والكتاب، منهم الناقد الدكتور بسيم عبد العظيم، عبير عبد الله، د. نهال القويسني.
من أجواء المجموعة القصصية أحب نورا أكره نورهان:
ما أكثر إهاناتك وشتائمك الآن، فكلما كبرتِ أدركتِ أكثر فأكثر أنك ابنتها، وصرت تشبهينها، أما أنا فكان الكلام يتحجر على لساني كل مرة بينما، دون أن يشعر بي أحد، أهدهد بذرتي النامية وأرعاها وهي تتفتق وتدفع جذرها بعيدًا في أعماقي....
أنتِ يا نورا التي جعلتني أنسى أنها تنمو لتجتث الحب من روحي، فبعد أن كنت أتوق للقاء أمي وأنتظر قدوم العيد بفارغ الصبر لألقاها.. بدأ ذلك الوخز في نفسي..
أيُ أمٍ تلك التي تلقي بابنتها هكذا؟ كيف هُنتُ عليها؟
عندئذٍ، كنت أنكفئ على بذرتي ثانيةً وأحلم.. أحلم بعيدًا عن كل من كنت أحبهم يومًا.. بعالم ليسٍ فيه سواي.. أمتلكه وحدي.. أمهد مساراته وأنفاقه بنفسي.. وأنفض عنه ولعي بكِ.. بهم. أرقب بذرتي وهي تنمو يومًا بعد يوم... عند ذلك أجزع من نفسي وأكاد أكرهها... كما أكرهكم.
رغم كل ذلك يا نورا ظللنا معًا. نكبر دون أن نتشارك الأحلام، ولا الأفكار.
كثيرًا ما كنتُ أفكر: لمَ أنا لستُ بنتًا لأسرة معتبرة، بنتًا متعلمة ولطيفة ليحبني الجميع؟
حتى إبراهيم ابن السائق الذي كان يعطف عليَّ ويساعدني في حمل الأشياء الثقيلة، لم يكن بإمكاني أن أعترف، ولا حتى لنفسي بحبه، ثم كيف تمكن مني هذا الحب وسط تلك الشرور التي تسكنني؟ ثم من أنا؟ وكيف لي أن أحب فتىً متعلمًا وسيكون له مستقبل مشرق؟ نصف مشرق أو ربع مشرق أو أي شيء، أي شيء سيكون أقل قتامة من التعلق بخادمة.
يومًا بعد يوم بدأتُ أحس ببذرتي وقد راحت تجف وتذوي، أخافني ذلك. أخافني أيضًا أني رأيت محبتي القديمة لكِ تلوح من جديد في أرجاء روحي.
لكني لا أعرف يا نورا كيف لمحتِ ذلك الوميض في عينيَّ، فاشتعلتْ غيرتك، خاصةً بعد أن فشلتِ في استمالة إبراهيم نحوك.
معلومات عن عزة رشاد
يذكر أن الدكتورة عزة رشاد عزة رشاد، طبيبة مصرية وروائية وقاصة من مواليد عام 1961، حصلت علي بكالوريوس الطب والجراحة، ودبلوم التخصص في طب الأطفال، من مؤلفاتها الروائية: ذاكرة التيه، حائط غاندي، شجرة اللبخ، ومن المجموعات القصصية: أحب نورا أكره نورهان، نصف ضوء، بنات أحلامي.