سيدة توثق رحلة تعافيها من السرطان بمساعدة ابنها: قررت يكون الورم مريض بيا مش العكس
من قلب الظلام يولد النور، وبرغم المرض الخبيث الذي يختار بعض الأجساد ليسكنها، قد يصبح بابًا ليسهم في دخول الأمل، فبالإرادة والقوة والتحمل تتمكن السيدات من التغلب على سرطان الثدي، هذا ما حدث مع ناهد علي، التي قررت أن تصبح بطلة وتواجه مصيرها بعد إصابتها بسرطان الثدي، بل وتقدم جلسة تصويرية بعدسة محمد عاطف مؤثرة وداعمة لمرضى السرطان.
روت ناهد السعدي، قصتها في محاربة سرطان، لـ القاهرة 24، حيث كانت مثل أي امرأة، تدور حياتها بين وظيفتها وابنها علي، إلى أن شعرت ببعض التعب الجسدي واضطرت لاستشارة الطبيب.
خضعت ناهد لبعض التحاليل والفحوصات التي طُلبت منها، وبعد التأكد من النتيجة، سمعت ناهد أسوأ عبارة مرت على أذنيها طيلة حياتها، بل هي الأسوأ على مسامع أي امرأة: انتِ ومع الأسف مصابة بسرطان الثدي.
استنكرت ناهد الخبر الذي وقع عليها كالصاعقة، حيث كذبت الأطباء والأشعة التي خضعت لها، لم تريد تصديق أن المرض الذي تسمع عنه في التلفاز قرر اختيارها ليسكن جسدها، ولكن بعد محاولات لتنفي ذلك، قررت أن تستسلم للأمر الواقع وتبدأ مرحلة العلاج الكيميائي في عام 2017.
اضطرت السيدة ناهد، لإخفاء الخبر عن أهلها ولكن لم يدوم ذلك طويلًا، فعلموا بعد ذلك أنها مريضة سرطان وبدأت في الخضوع للعلاج، قائلة: ابني انهار في الأول لكن استوعب الأمر بعدين، وقف في ضهري ودعمني وكان سندي هو وأختي.
وتابعت ناهد: خسرت شغلي لأنهم افتكروه مرض مُعدي فاضطريت إني أمشي، لبست باروكة وحطيت رموش وحواجب واستخبيت من الناس، ودخلت في المرحلة الطبيعية التالية وهي الاكتئاب.
رغم ذلك قررت ناهد أن تواجه مصيرها ولا تستسلم قائلة: كنت أقول لنفسي انتي بطلة وتستطيعين أن تنجحي وتتغلبي على المرض هذه ليست النهاية، ولكن جاء الخبر الثاني الذي أوقعني ارضًا.
كانت ناهد في حالة متأخرة من المرض، فبرغم العلاج الكيميائي الحارق في الجسد، أخبرها الأطباء أن هذا ليس كافيًا، لا بد من استئصال الثدي كاملًا.
أهم جزء في جسدي يجب أن يُباد، وصفت السيدة ناهد بهذه العبارة حجم الألم النفسي الذي وقع عليها عند سماعها الخبر، فإذا قررت تواجه مصيرها وتغلب المرض، فكيف يمكن أن تتخطى غزالة معالم أنوثتها حتى بعد الشفاء من مرض السرطان؟!.
خضعت ناهد للعملية القاسية نفسيًا، فلا يوجد خيار آخر للحفاظ على حياتها، وبعد فترة فتحت أبواب الآمال لها مرة أخرى، فالأطباء أصحاب الأخبار السيئة خرج من أفواههم كلمات سعيدة وهي: انتهت رحلة الكيماوي وتتماثلين الشفاء والآن يمكنك الخروج من مستشفى بهية.
بعد انتهاء مرحلة العلاج، شعرت ناهد بأن هناك مسؤولية كبيرة على عاتقها تجاه باقي المرضى، فقررت أن تتطوع بنفس المستشفى وتُقدم الدعم الذي لاقته من ابنها وشقيقتها لهن، إلى أن حصلت على وظيفة مسؤولة العلاقات العامة في بهية.
تقول السيدة ناهد: اتطوعت عشان أقول للسيدات إني واقفة على رجلي والمرض مش لازم يكون نهايته موت، شعري بدأ يطلع وخضعت لعملية ترميم ثدي.
واختتمت ناهد حديثها قائلة: أنا مثال حي لأي ست خايفة من المرض، أنا قررت إني مش مريضة سرطان، السرطان هو اللي مريض بيا.
وفي السياق ذاته، التقى المصور محمد عاطف، ناهد في مستشفى بهية واستمع لقصتها.
يقول عاطف لـ القاهرة 24، إنه عرض عليها تجسيد قصتها من خلال جلسة تصوير، يكون الهدف منها دعم مرضى السرطان ومنحهم الأمل في الشفاء والعودة إلى حياتهم مرة أخرى.
وأضاف أنها رحبت كثيرًا بفكرته، وبدأ الاثنان في تنفيذ الفكرة، حيث استعان بخبيرة تجميل كي تجعلها تظهر مرة أخرى بمظهر المرض الذي كانت عليه من قبل.
اختار المصور محمد عاطف الملابس السوداء كي توضح مرحلة المرض التي كانت تعيش فيها المحاربة ناهد، ومن بعد ذلك الملابس البيضاء التي تبرز مرحلة تماثل الشفاء.
وأوضح محمد أنها فضّلت ظهور ابنها علي في جلسة التصوير، كي تبيّن أنه كان الداعم لها في ذلك الوقت أو السند كما كانت تصفه دائمًا، وتمكنا سويًا من اختيار العبارات الموجودة على الصور.
يتمنى عاطف من خلال جلسة التصوير التي نفذاها، أن تصل فكرته إلى جميع مرضى سرطان الثدي، وتكون بمثابة دعم قوي لهن، وأن يعلمن أن يمكنهن هزيمة السرطان.