مطربو المهرجانات ونقابة الموسيقيين.. من الظالم ومن المظلوم؟
بين مطربي المهرجانات ونقابة الموسيقيين أزمة ما.. أزمة كبيرة.
تجددت الأزمة مؤخرا بصدور قرار جديد من نقابة الموسيقيين، برئاسة الفنان هاني شاكر، بمنع عدد من مطربي أو مؤديي المهرجانات من الغناء، منهم حمو بيكا وحسن شاكوش وكزبرة وحنجرة وغيرهما، وهو ما أثار حفيظة هؤلاء المطربين ورد كل منهم بطريقته، سواء من خلال حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو من خلال تصريحات صحفية.
والحقيقة أن هذا الخلاف، أو هذه القضية، واحدة من القضايا المختلف عليها، لا في الوسط الغنائي فقط، بل في المجتمع أيضا، الذي انقسم بدوره لنصفين، البعض يرى أنه ليس من حق نقابة المهن الموسيقية منع أحد من الغناء، ما دام له جمهوره الذي يحبه ويعشق لونه الغنائي المختلف، في حين رأى البعض الآخر أن من حق النقابة أن تمنع كل دخيل على الفن والغناء حتى لو كان له جمهوره، باعتبار ذلك واحدا من أهم واجبات أي نقابة، خاصة إذا كانت فنية.
يرى أصحاب الرأي الأول، من محبي أغاني المهرجانات، أن هذا لون غنائي جديد يعجب الناس، ويبررون ذلك بأن جولة واحدة على فيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي، أو حتى نظرة واحدة على أغاني الأفراح بكل طبقاتها، تكفي للدلالة على انتشار وحب الجمهور لهذه النوعية من الأغاني الخفيفة.
ويؤكد هؤلاء أن هذه النوعية من الأغاني قريبة من الناس، ولها جمهورها سواء من البسطاء والشعبيين، أو حتى من المثقفين، وليس من حق أحد الحجر عليهم بأي شكل من الأشكال.
ويضيف المحبون لهذه النوعية من الأغاني جانبا إنسانيا لرؤيتهم ووجهة نظرهم، وهي أن هؤلاء المغنين كانوا "غلابة" وحفروا في الصخر حتى استطاعوا الوصول إلى الشهرة، فضلا عن أنهم يفتحون بيوت ناس كثيرة، من العازفين في فرقهم الموسيقية، ومنعهم من الغناء سيؤثر على بيوت هؤلاء البسطاء بكل تأكيد.
ويختتم هؤلاء وجهة نظرهم بأن هؤلاء المغنين سيظلون يغنون، حتى لو منعوا من الغناء في مصر، لأن أغانيهم ستعرض على قنواتهم في "يوتيوب"، لأنه موقع عالمي وله لوائح خاصة، وغير ملزم بتنفيذ قرار نقابة الموسيقيين، فضلا أيضا عن تواجد وانتشار هؤلاء المغنين في العالم العربي، بما يعني أنهم سيظلون يغنون شئنا أم أبينا.
أما وجهة النظر الثانية، الرافضة لوجود مطربي أغاني المهرجانات، فهو الخوف على الفن، والسقوط في بئر الإسفاف والابتذال، بكلمات لا تليق تستخدم في العديد من هذه الأغاني التي تنتشر بشكل سريع داخل كل بيت.
ويسخر هؤلاء من أسماء مطربي المهرجانات، وآخرهم الصادر قرار بمنعهم من الغناء، ومنهم كزبرة وحنجرة ومصطفي زكريا محمد علي الشهير بمسلم وأبو ليلة وأحمد قاسم الشهير بـ فيلو وأحمد موزة وحمو طيخة وريشا كوستا وسمارة، وشواحة وولاد سليم والعصابة والزعيم وعلاء فيفتى وفرقة الكعب العالى ومجدى شطة ووزة وشكل وعمرو حاحا، ويرون أن هذه الأسماء لا تليق بأسماء فنانين محترمين.
ويرفض هؤلاء أيضا تصرفات بعض مطربي المهرجانات، ومنهم حمو بيكا الذي انتشر اسمه في أكثر من أزمة وخناقة، وكذلك حسن شاكوش بعد خناقته مع مطرب زميل في النقابة وإهانته السابقة للطبالين في إحدى أغنياته.
ويرى هؤلاء أن هاني شاكر بقراره الرافض لهذه النوعية من المطربين أو المؤدين أو المغنين، سمهم كما شئت، يحافظ على الفن المصري بشكل عام، والغناء بشكل خاص، ضد من يعتبرهم دخلاء على المهنة حتى لو كان لهم جمهورهم.
هذه باختصار تفاصيل الأزمة بين مطربي المهرجانات ونقابة الموسيقيين، دون أن أبدي رأيا شخصيا فيها، لا مع القرار، ولا ضده، لأن رأيي هنا ليس المهم، لكن الأهم هو رأي الناس، ورأي الجمهور، الذي سيظل دائما أعدل الحكام.
فما رأيكم؟