حكم قضائي: أغاني المهرجات أسهمت في انتشار ظاهرة التحرش الجنسي
أرست المحكمة الإدارية العليا 8 مبادئ عن الدور السلبي لأغاني المهرجات وأفلام البطل الفوضوي، مؤكدة أنها أسهمت في انتشار ظاهرة التحرش الجنسي للنشء، حتى وصل الأمر بتحرش تلاميذ الإعدادية بمعلمتهم، وتحتم على المجتمع كل المجتمع التصدي لها.
جاءت تلك المبادئ، في حكم تاريخي سابق في واقعة التحرش بـ معلمة العمرانية، عاقبت المحكمة المحكمة الإدارية العليا، ك.م.ع مدير عام إدارة العمرانية سابقًا بالوقف عن العمل لمدة 6 أشهر، مع صرف نصف الأجر لأنه تقاعس عن اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال واقعة التحرش العنيف بالمدرسة أ.م.م من بعض طلبة لجنة مدرسة طلعت حرب الإعدادية، لقيامها بمنعهم من الغش وأغفل ذكر الواقعة بتقرير سير الامتحانات رغم إخطاره بالواقعة من قبل المدرسة المذكورة.
وكشفت المحكمة في حكمها أن أغاني المهرجانات والحفلات يملئها الإيحاءات الخارجة في ألفاظها، التي عززت من انتشار ظاهرة التحرش الجنسي حتى وصل الأمر بتحرش طلاب المدارس الإعدادية بمعلماتهم وهو ثمرة تشويه فكري وأخلاقي وديني.
وأكدت المحكمة في حكمها، أن أغاني المهرجانات والحفلات الساقطة تصريحًا وتلميحًا أفسدت الذوق العام وخرجت على التقاليد والقيم التي خصها الدستور بالرعاية وأوجب على الكافة مراعاتها والتصون لها.
خطر أغاني المهرجانات
وتابعت المحكمة بأن أغاني المهرجانات معول لهدم القيم الأصيلة في المجتمع ونصل لخدش الحياء وسهم مصوب لقتل الفضائل ومكارم الأخلاق.
أضافت المحكمة: بعض الأفلام غيرت من عقلية النشء حيث تقدم البطل على أنه إنسان فوضوي خارج عن القانون والعادات يفعل ما شاء وما أراد، ويندفع وراء غرائزه عن طريق غير سوي، متحديًا قيم وتقاليد المجتمع، فيتخذ الطلاب من تلك الشخصية الفوضوية عديمة المبادئ والقيم مثلًا وقدوة، وهذا النوع من الأفلام يصور العديد من مظاهر الخيانة وأقوال الفُحش والرذيلة والجرائم والخروج على القانون ومشاهد العنف والسلوكيات ذات الإيحاء الجنسي.
كما استنهضت المحكمة همم الأجهزة الفنية الرقابية للقيام بدورها دون مواربة إزاء ما أصاب شباب المجتمع وناشئي من انحلال الخلق وفقدان القيم، ولا يضعف همة الأجهزة الفنية الرقابية أن نوعية تلك الأفلام وأغاني المهرجانات قد صادفت استجابة الجماهير فاتجاه جانب من الجماهير إلى متابعتها وتكالبهم على مشاهدتها ليس قرينة على سلامتها من النواحي الاجتماعية والخلقية والعبرة بما تحدثه تلك الأفلام والأغاني من انعكاسات على المجتمع.
ولا يثبط من همة تلك الأجهزة الفنية الرقابية الادعاء بحرية الإبداع الفني لأنه يتعين التفرقة بين كفالة حرية الإبداع الأدبي والفني والثقافي وبين استغلال ما تفرزه العقول المريضة والنفوس الرخيصة من قيم سلبية يعاني منها المجتمع سنين عددًا للتخلص من اَثارها على أجياله.
صدر الحكم برئاسة المستشار عادل بريك، نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين سيد سلطان والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجي وشعبان عبد العزيز وأحمد ماهر نواب رئيس مجلس الدولة في الطعن رقم 43350 لسنة 64 قضائية عليا بجلسة 13/6/2020 حيث حاكمت المحكمة الدور السلبي للفن كأحد مسببات انتشار ظاهرة التحرش الجنسي للنشء حتى وصل الأمر بتحرش تلاميذ الإعدادية بمعلمتهم لقيامها بمنعهم من الغش في إحدى لجان امتحانات أخر العام.