ربّى شهيد واتكفل بيتيمة وحفظ القرآن.. حكاية كفاح عم زيد في أرذل العمر بمحافظة بني سويف
"قدمت ابني شهيدا في حرب الاستنزاف، وتكفلت بيتيمة وحفظت القرآن وأدعوا الشباب إلى التحلي بالصبر والكفاح والعمل والرضا بما قسمه الله".. كلمات من القلب صاحبتها دموع زيد أبوزيد عبد الجواد، الذي يبلغ من العمر 97 عاما، والمقيم بقرية بني ماضي مركز ببا جنوب محافظة بني سويف، فقد حفظ القرآن الكريم كاملا رغم كبر سنه، وسهل الله له حفظ كلامه، كما يحرص على الاستماع للقرآن يوميا ومراجعته يوما بيوم، لافتًا إلى أنه تزوج 3 مرات وأنجب ولدًا سماه محمدا واستشهد في حرب الاستنزاف وسبب له ذلك حزنا شديدًا.
ويضيف الحاج زيد المسن في حديثه لـ "القاهرة 24"، أنه مر بتفاصيل مختلفة وصعبة طوال أيام حياته، حيث تزوج 3 مرات ورزق بولد سماه محمد واستشهد في حرب الاستنزاف ومن حزنه عليه أصيب بشلل حركي، وألهمه الله الصبر، أيضا توفى شقيقه في سن صغيرة وترك طفلة صغيرة، وتزوج زوجة أخيه، لكى يقوم بتربية بنته اليتيمة وطلقها بعد ذلك.
وأوضح عم زيد تفاصيل أيام حياته قائلا: عملت على تربية ابنة اخي اليتيمة ورغم أن وضعي المادي كان بسيطا، موضحا أنه كافح في العمل وعمل في الكثير من البلاد وسافر مرات عدة، لافتًا إلى أن استشهاد ابنه الوحيد أثر فيه كثيرًا، لأنه كان وحيدًا وأصيب بجلطة أدت إلى شلل حركي ويستقل كرسي متحرك، قائلا: استعوضت نجلي عند ربنا، وقمت بزيارة بيت الله الحرام لكي ادعى له وأن يتقبله الله مع الشهداء والنبين والصديقين.
ولفت المسن، كاتما الدموع في عينيه، إلى أنه ألّف قصيدة لنجله محمد جاء فيه:
شهيدي كان وحيدا أيها الشهداء اتاكم وحيدي بأيدي العبور
بيوم مشهودي مصري
هو ديانته الإسلام محمد ابن زيد رفع رأس الوطن
وهذا عزائي عندكم.. ذكرى وحيدي
أيتها الحور اسقوه من حوض شهداء الرضا يروى به الظمآن
أنا قلت لأمه زينيه ومشيه عسى أن ينال الشهادة
تزفه ملائكة الله على الحور العين، وهذا جزاء الله أعده للشهيد
لما نال الشهداء نادى بصوت عالي.. السلام عليكي يا دنيا
اني ذاهب مع الشهداء في جنة ونعيم ولقائي بمحمد صلى الله عليه وسلم فرحي وعيدي.
وتابع عم زيد: أقول للشباب ارضوا بما قسم الله ورزق، وربنا لا ينسى عبادة وصدق رسول الله الذي قال في الحديث “من أتاني مشيًا أتيتُه هرولة، ومَن تقرَب إليَ ذراعا تقرَبت منه باعًا، وطول ما أنت مع الله كان الله معك والغنى والرضا بيد الله ونحمد الله على كل شيء”.
واختتم حديثه قائلًا: أتمنى إن ربنا يكرمني ويحسن ختامي وكل شيء بطلبه من الله وحده، حيث يقول الحديث إذا سألت فسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، داعيا الله لكل من يفعل الخير أن يكرمه ويوسع عليه، فمن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرى، والحياة ليست دائمة وما عند الله باق.