تأتيهم رواتبهم من مصر.. ماذا قال ابن بطوطة عن مؤذني مسجد الرسول؟
لم يكن ابن بطوطة يعلم أنه عندما يخرج من موطنه تونس إلى الحج لن يعود إلا بعد ثلاثين عامًا متنقلًا ومرتحلًا بين البلاد، حيث استهوته البلاد وأهلها فأخذ يسجل بِدقة ما تقع عليه عينه أو تسمعه أذنه، ويصف البشر والحجر ليترك لنا كتابه الشهير: تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، المعروف برحلات ابن بطوطة، وممن وصفهم ابن بطوطة المؤذنين في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، تحت عنوان ذِكْر خُدَّام المسجد الشريف والمؤذنين به.
المؤذنون في الحرم الشريف
يقول ابن بطوطة: خُدَّام هذا المسجد الشريف وسَدَنَتُه فتيان من الأحابيش وسواهم، وهم على هيئات حسان وصور نظاف وملابس ظراف، وكبيرهم يُعْرَف بشيخ الخدام وهو في هيئة الأمراء الكبار، ولهم المُرَتَّبَات بديار مصر والشام، ويؤتى إليهم بها في كل سنة، ورئيس المؤذنين بالحرم الشريف الإمام المحدث الفاضل جمال الدين المطري من مطرية، قرية بمصر، وولده الفاضل عفيف الدين عبد الله، والشيخ المجاور الصالح أبو عبد الله محمد بن محمد الغرناطي المعروف بالتراس، قديم المجاوَرة، وهو الذي جَبَّ نفسه خوفًا من الفتنة.