أعطني سلاحًا أطلق يديّ│ آبي أحمد يواجه تيجراي من أرض المعركة.. ماذا يحدث في أديس أبابا؟
سأقود الجيش لأحرر البلاد.. بتلك الكلمات أعلن آبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، قيادته الحرب التي تدور رحاها ما بين قواته الفيدرالية المتمركزة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وضواحيها، ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي المتحالفة مع نظيرتها في أورومو.
إعلان آبي أحمد يأتي في محاولة منه، للحفاظ على حكومته في السلطة بعدما أعلنت جبهة تيجراي، أن مطارات العاصمة باتت في مرمى صواريخها.
آبي أحمد الحائز على نوبل للسلام العام 2018، لم يكتف بإعلانه ترؤس الجبهة الأمامية للجيش فحسب، بل ذهب مطالبا الدول الإفريقية المجاورة للوقوف بجانبه في حربه مع تيجراي.
على مشارف العاصمة
بدورها على الجهة الأخرى، لم تتوان الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ورفيقتها جبهة تحرير أوروما في إعلانهما الاقتراب من العاصمة الإثيوبية عقب تمكنهما من السيطرة على بلدتين استراتيجيتين، إحداهما تبعد عن العاصمة بما يقرب من 130 كيلو مترًا، الأمر الذي وضع آبي أحمد وحكومته في مأزق للبحث عن وسيلة لتصدي تيجراي وقواتها، أملًا في البقاء في سدة حكم البلاد.
فخلال الأسابيع الماضية، دأبت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على التأكيد على أنها لن تتوقف في الزحف تجاه العاصمة، حتى تتمكن من إسقاط حكومة آبي أحمد من السلطة.
مخاوف وصول الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إلى العاصمة الإثيوبية، لم يعد يثير ذعر آبي أحمد الذي ينحدر من إقليم أورومو فقط، بل امتد ليصل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت على لسان مسؤول عسكري وفقًا لشبكة سي.إن.إن الأمريكية، أن الجيش الأمريكي نشر قوات من العمليات الخاصة في جيبوتي، لتكون على استعداد لتقديم المساعدة للسفارة الأمريكية في إثيوبيا إذا تفاقم الوضع في البلاد.
وفي محاولة منها لإثبات وجودها وسيطرتها على أرض المعركة في إثيوبيا، أعلنت الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا، العاصمة الإثيوبية، مقتل أكثر من 10 آلاف شخص من عناصر الجماعات المسلحة في مواجهات مع الجيش الفيدرالي خلال الاشتباكات.
هزائم كبيرة
وفي مؤتمر صحفي له، قال وزير مكتب الاتصال الحكومي، لجسي تولو، إن قوات الجيش الإثيوبي والقوات النظامية الأخرى تمكنت من إلحاق هزائم كبيرة بمقاتلي معارضي الحكومة الفيدرالية في عدة جبهات تشهد معارك.
وأشار إلى أن جميع المعارك في المناطق التي استولت عليها جبهة تحرير تيجراي في إقليمي أمهرة وعفر، أسفرت عن تدمير كل فرق مقاتلي الجبهة، على حد قول المسؤول الإثيوبي.
وأضاف أنه تمت دعوة مقاتلي جبهة تحرير تيجراي للاستسلام.
حرب آبي أحمد وتيجراي لم تكن وليدة اللحظة، بل دارت رحاها في الشمال الإثيوبي وتحديدًا إقليم تيجراي ما بين قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي والجيش الفيدرالي منذ نوفمبر الماضي.
وعلى مدار عام من الحرب تبادل الطرفان السيطرة على مقاليد الصراع، إلا أن الغلبة مؤخرًا باتت للإقليم الذي يزحف تجاه العاصمة، معلنًا عزمه إسقاط حكومة رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد وإنهاء حكمها.