قلة الأنام والمنام والطعام والكلام.. علي جمعة يوضح معنى التصوف
أوضح الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، معنى التصوف، وذلك عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وذكر مفتي الجمهورية السابق، أن التصوف عبارة عن مرتبة الإحسان التى ذكرت فى حديث سيدنا جبريل عليه السلام «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ».
ولفت الدكتور علي جمعة، في هذه المناسبة، إلى قول الإمام الْجُنيد: طريقنا هذا -إلى الله- مقيد بالكتاب وَالسُّنَّة، معقبًا: لذلك قالوا: إن طريقنا مقيد بالذكر والفكر.
وتابع جمعة متسائلًا: تريد أن تسلك طريق الله، ماذا تفعل؟ ليجيب: عليك بالذكر، قال تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ... }، والفكر: قال تعالى: {... وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
وواصل الدكتور علي جمعة منشوره قائلًا: بعد الذكر والفكر، تأتي: المناجاة، الدعاء، وقلة المنام، قلة الطعام، قلة الأنام، قلة الكلام.
وأشار رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى أصل ما ذكره آنفًا، بقوله إن النبي عليه الصلاة والسلام، أوصانا بالصمت، وقال: «إذا رأيتم الرجل قد أوتي صمتًا، فاعلموا أنه يُلَقَّى الحكمة».
وأردف: وربنا سبحانه وتعالى يقول: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}.
وعن قلة الكلام، أشار علي جمعة إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اضمن لي ما بين لحييك وفخذيك، أضمن لك الجنة».
وأوضح الدكتور علي جمعة، أن قلة الكلام، كانت من شئون الأنبياء؛ لافتا إلى إن ابن أبي الدنيا، أَلَّفَ كتابًا ضخمًا، أورد فيه كل الأحاديث الواردة، عن فضيلة الصمت.
وأكمل مفتي الجمهورية السابق: قلة الطعام: عندنا صيام شهر رمضان، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصوم: الإثنين، والخميس، وكان يصوم: ثلاثة من كل شهر، وكان يصوم: أغلب المحرم، وأغلب شعبان، وكان يصوم: التسعة الأوائل من ذي الحجة، وكان يصوم كثيرا.
وعن قلة الطعام، لفت علي جمعة إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام: «حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وإن كان لا بد فاعلًا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه».
وحول قلة المنام، استدل الدكتور علي جمعة، بقول الله تعالى: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}. {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}.
وبيّن العالم الأزهري، معني التهجد، موضحًا أنه ترك النوم؛ ابتغاء العبادة، لافتا إلى ما لذلك من ثواب كبير، مشيرًا إلى قيام الليل، وفضله.
وحول قلة الأنام، أوضح علي جمعة، أن معناها: الانكفاف عن الناس، العزلة الطيبة، التي تمكنك من التفكر والتدبر.