كيف تسببت قناة السويس في احتلال مصر من الإنجليز؟
واجه الخديوي إسماعيل الكثير من الضغوط الدولية، بسبب الديون الضخمة التي كانت تواجه مصر، لذا لم يجد سبيلًا أمامه، وسط ضغط الدول الكبرى عليه، سوى أن يتخلى عن أسهم مصر في قناة السويس، من أجل تسديد بعض تلك الديون، وعلى الفور سارعت بريطانيا إلى شراء كل تلك الأسهم، وفي 25 نوفمبر من العام 1875، تم بيع حصة مصر البالغة 170 ألف سهم، إلى بريطانيا.
استغلت بريطانيا تلك الفرصة أعظم استغلال، ولم تتأخر في تحضير الأموال اللازمة البالغة وقتها 4 ملايين جنيه، وكتب اللورد دزرائيلي إلى الملكة فيكتوريا، التي انصاعت لكلامه، وسهلت له الإجراءات اللازمة لصرف تلك الأموال، دون الحاجة إلى عقد اجتماع طارئ للبرلمان اختصارًا للوقت.
مرت القناة بالعديد من الأمور التاريخية الكبيرة، منها مساعدة الإنجليز على دخول مصر، وهزيمة أحمد عرابي، الذي وثق في إدارة القناة، بأن القناة على الحياد، ولن تسمح لأي سفن حربية بالعبور من خلالها، لكنها سمحت لسفن بريطانيا بالعبور، وإنزال الجنود داخل الأراضي المصرية.
فكرة ردم القناة وخطأ التراجع عنها
فكر عرابي أثناء اندلاع المعركة في ردم قناة السويس، حتى يضمن عدم عبور أي سفن منها إلى داخل مصر، وأجمع مجلسه العسكري على هذا القرار، وقبل أن يدخل حيز التنفيذ ويقدم عرابي على عملية الردم، أرسل إليه دي ليسبس، وقال له إن الإنجليز يستحيل أن يدخلوا عبر القناة، أيا كانت العقبات، فصدقهم عرابي، وترك فكرة الردم، وأنشأ قاعدة عسكرية فقط في التل الكبير لتأمين المنطقة.
يرى الكثيرون أن أحمد عرابي أخطا حينما ترك القناة ولم يردمها، وأنها هي السبيل الأكبر لدخول الإنجليز مصر، وإنزال القوات في الإسماعيلية، بينما إن كان عرابي قد ردمها، لم يكن الإنجليز ليدخلوا مصر بأي شكل، والدليل على ذلك الفشل الذريع الذي أصابهم عندما حاولوا الدخول من ناحية الإسكندرية.