الظاهر برقوق.. كيف وصل إلى حكم مصر؟
ربما لم يكن المملوك الشركسي الذي جاء إلى مصر لينضم إلى جيشها أن يعتلي عرش الحكم يوما ولكنها الأقدار التي تصنع كل شيء، إنه السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق الذي قدم إلى القاهرة وعمره 20 عاما وانضم للجيش المصري ويتدرج في المناصب حتى يصل إلى عرش السلطنة.
سيف الدين برقوق بن أنس بن عبد الله الشركسي في القفقاس عام 1340 وقدم للقاهرة وعمره 20 عاما ليلتحق بالجيش المصري، حيث أتقن فنون الحرب والفروسية، وترقّى في المناصب العسكرية ورُتب الإمارة.
تدرج برقوق في المناصب حتى أصبح أمير طبلخانه، ثم أمير آخور ثم تولى أتابك للعسكر، وعمل على جمع شمل الأمراء الشراكسة وتعزيز مواقعهم، وتغلي على كل مناهضيه من الأعداء ممن نافسوه ونازعوه مكانته كما هي العادة المعروفة في حكم.
وعندما أصبح وصيا على العرش بعد وفاة السلطان المنصور علاء الدين علي بن شعبان وتولية ابنه الطفل الصالح حاجي سلطانا عام 1381 م، نصب نفسه سلطانا؛ استجابة لمطالب الأمراء المماليك ورغبتهم في تنصيبه سلطانا فعليا عليهم بدلا من السلطان الصغير؛ فوافق على ذلك ولقّب نفسه بالملك الظاهر سيف الدين برقوق، فكان بذلك مؤسس دولة السلطنة الشركسية في مصر البُرجييّن أو المماليك البرجية بمصر التي استمرت حتى عام 1517م.
عزل برقوق وعودته
دبر له أعداؤه من الأمراء وعزله ونفوه وسجونه في قلعة الكرك في الأردن، لكنه استطاع بمساعدة أصدقائه تحرير نفسه والهرب من سجنه وهزيمة مناوئيه والعودة إلى عرش الحكم مرة ثانية.
من أهم إنجازاته أنه نجح في عقد عدة معاهدات مع العثمانيين والقفجاق وسيواس ضد الخطر المغولي الزاحف وأبطل الضرائب على الثمار والفواكه، وبنى مدرسة وخانقاه ومدفن الظاهر برقوق وجسر الشريعة على نهر الأردن، وقد حزن الناس لوفاته لعدله ورفقه برعيته.
