رمال جدباء للبيع.. متعاقدو الريف المصري يحصلون على أراضٍ غير قابلة للزراعة | تحقيق استقصائي

قرر محمد حفظي التخلي عن نمط حياته في مدينة العبور بالقاهرة والانتقال إلى واحة المغرة في العلمين بمحافظة مرسى مطروح (شمال مصر) التي تبعد عن بيته مسافة 245 كيلومتر، حيث المشروع القومي المليون ونصف المليون فدان الذي أعلنت عنه الحكومة المصرية عام 2016.  

علم حفظي من خلال وسائل الإعلام والصحف الرسمية في مصر عن طرح أراضٍ للتمليك من قبل الدولة، ليسارع بالذهاب إلى شركة تنمية الريف المصري الجديد للاستعلام عن الأرض وطُرق الشراء لتحقيق حلمه الذي ما دام داعبه بامتلاك قطعة أرض لزراعتها: "كان هذا حلمي الذي سعيت من أجل تحقيقه، وحانت الفرصة عندما تم الإعلان عن المشروع القومي لزراعة الأراضي، كأنها جنة فيها كل الموارد والإمكانات التي تؤهلها للزراعة". 

قدم حفظي بالشراكة مع 22 آخرين في تشرين الأول/أكتوبر 2019 على التعاقد مع شركة تنمية الريف المصري الجديد لاستصلاح مساحة تبلغ 230 فدانًا، موزعة بالتساوي على كل منهم، إلا أنه فوجئ بعدم صلاحية المياه الجوفية لري الأرض، وبالتالي استحالة زراعتها.  

وكانت شركة تنمية الريف المصري الجديد طرحت في عام 2016 مليون ونصف المليون فدان للاستصلاح، في أربع مناطق رئيسية هي المغرة وغرب المنيا وتوشكى والفرافرة القديمة. وتعاقد مع الشركة التي تضم ممثلي وزارة المالية والزراعة والإسكان، 13 ألف منتفع. 

 حفظي ليس الوحيد الذي تضرر من أرض المغرة، فصدرت شكاوى عن عشرات من المتعاقدين مع "الريف المصري"، تتمثل في صعوبة استصلاح الأراضي التي تسلموها في واحة المغرة التي تصل مساحتها الإجمالية 280 ألف فدان، نظرًا لارتفاع درجة الملوحة في الآبار الجوفية. 
 

لقراءة التحقيق كاملا بتقنية الكروس ميديا يُرجى الضغط هنا
 

ورفضت الشركة الرد على ما جاء بالتحقيقن لكن اللواء عمرو عبد الوهاب رئيس شركة الريف المصري قال خلال لقاء مع المنتفعين بمنطقة المغرة في  25 أكتوبر 2021، إن وزارة الموارد المائية والري رفضت نهائيا عمل فرع إلى منطقة المغرة من ترعة محطة المعالجة بمنطقة الحمام الجاري إنشاؤها لإمداد مشروع الدلتا الجديدة بالمياه. 

وتابع في مقطع فيديو مسرب حصلنا عليه: عرضت في نوفمبر الماضي لأخذ فرع من ترعة الحمام لكن التكليفات هي حل مشكلتك كأرض مع الناس، و اتجهت لطريق آخر وهو تحلية مياه البحر على مستوى ضخم جدا، وأعمل محطة كبيرة مع شركة من أكبر شركات العالم وهي أكواليا الإسبانية وأعمل محطة تحلية بحر على العلمين. 

وأوضح عبد الوهاب أن منطقة المغرة تحتاج إلى ما لا يقل عن  2 مليون متر مكعب كل يوم لزراعة الأراضي.
وأشار إلى أن استثمارات المحطة بالتشغيل لا تقل عن 3.6 مليار جنيه بخلاف خط مواسير بطول 100 كيلو متر من منطقة العلمين، مضيفا "لكن معنديش فلوس لدا". 

وأكد أنه عاد مرة أخرى إلى وزارة الموارد المائية والري ومركز بحوث الصحراء وطلب تشكيل لجنة كبيرة في مارس الماضي للحصول على نتائج التحاليل الحقيقة والمعيارية، لافتا إلى العمل الآن على حل هذه الأزمة من خلال التنسيق مع كافة الجهات.