من السنة النبوية.. كيفية صلاة قيام الليل وفضلها بـ التفصيل
صلاة قيام الليل بالتفصيل هي من أفضل الصلوات وأعظمها في ثوابها، واحرص عليها عزيزي المسلم لو بصلاة ركعتين فقط قال تعالى والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما، وعلى المسلم الاستعانة بما يقويه على الاستيقاظ لركعتي قيام الليل كما أنه يجوز صلاتهم قبل أن يذهب للنوم ففيهما الطمأنينة والرضا والنور الذي يملأ وجه المسلم، وتبدأ صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء وحتى قبل دخول الفجر الصادق والحرص على الأدعية وقراءة القرآن الكريم.. صلاة قيام الليل بالتفصيل نسردها في السطور المقبلة.
صلاة قيام الليل بالتفصيل
صلاة قيام الليل بالتفصيل قيام الليل على سبيل التطوع تخفيفًا من الله عز وجل عن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقيام الليل مشروع وسنة، ومن أعمال الصالحين، ومن أعماله ﷺ، قال الله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا [المزمل:1-2] يعني: النبي ﷺ، قال الله جل وعلا: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ [الإسراء:79] الآية، وقال عن عباد الرحمن في سورة الفرقان: وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا [الفرقان:64]، وقال في صفة عباد الله المسلمين المؤمنين: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ، وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[الذاريات:17-18] فقيام الليل سنة مؤكدة سواءً في أوله أو في وسطه أو في آخره، لكن آخره أفضل، الثلث الأخير أفضل إلا إذا كان يشق عليه ذلك فإنه يوتر في أول الليل يوتر بواحدة، بثلاث، بخمس، بسبع.. بأكثر، يسلم من كل ثنتين، يصلي ثنتين ثنتين.. قال تعالى تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ*فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)
عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: صَلاةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فإذا رَأَيْتَ أنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فأوْتِرْ بواحِدَةٍ. فقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: ما مَثْنَى مَثْنَى؟ قالَ: أنْ تُسَلِّمَ في كُلِّ رَكْعَتَيْنِ)، وقال أيضًا: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ تعالَى عليه وسلم قال: صلاةُ الليلِ والنهارِ مثنَى مثنَى، كما روى ابن عباس -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُقيم الليل ثلاثة عشر ركعةً، إذ قال: (فَتَتَامَّتْ صَلَاةُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنَ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حتَّى نَفَخَ، وَكانَ إذَا نَامَ نَفَخَ، فأتَاهُ بلَالٌ فَآذَنَهُ بالصَّلَاةِ، فَقَامَ فَصَلَّى).
ماذا يقرأ في قيام الليل
ماذا يقرأ في قيام الليل من السّنة النبوية أن يقوم المسلم بترتيل الآيات الكريمة عند قراءة القرآن الكريم، ويقرأ ما يشاء من القران الكريم، ومن المستحبّ عند القراءة أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم عند تلاوة آيات الوعيد، وأن يسأل الله الرحمة عند الآيات التي فيها رحمة وللمصلي أن يقرأ عدة سور من القصار إن لم يحفظ من السور الطوال حتى يحصل له الأجر الكثير، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام بألف أية كتب من المقنطرين" رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني في صحيح الجامع. والمراد بالمقنطرين هنا أي أصحاب الأجر الكثير، وأما بالنسبة للقراءة من المصحف أثناء الصلاة فلا بأس به، سواء أكان من الإمام أم كان من المنفرد لعموم الأدلة الدالة على مشروعية القراءة في الصلاة، وهي تعم القراءة من المصحف، والقراءة عن ظهر قلب.
دعاء قيام الليل
دعاء قيام الليل اللهم زدني نورًا واعطني نورًا واجعل لي نورًا وصلَّى اللَّه على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبهِ وسلَّم. اللّهُمّ زيّنّي فيه بالسّتر والعفاف واستُرني فيه بلباس القُنُوع والكفاف واحملني فيه على العدل والإنصاف وآمنّي فيه من كُلّ ما أخاف بعصمتك يا عصمة الخائفين اللهم برحمتك الواسعة عمنا واكفنا شر ما أهمنا وغمنا وعلى الإيمان الكامل والكتاب والسنة جمعا توفنا وأنت راضي عنا. اللهمّ لك الحمد أنت قيّوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنّة حق والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق والساعة حق.
اللهم إني أُنْزِل بك حاجتي وإن ضَعُفَ رأيي وقصر عَمَلي وافتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين البحور، أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثُّبور وفتنة القبور قيام الليل يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يقولُ: مَن يَدْعُونِي، فأسْتَجِيبَ له مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له، قيام الليل من النوافل التي كان يحرص عليها الصالحون؛ فمنهم من كان يقومه كلّه، ومنهم من كان يقوم بعضه، وقد شرع الله -تعالى- قيام جزء من الليل، فقال: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا*نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا*أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا). لصلاة قيام الليل ركعتين ولا حد لأعلاها فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في حديث مسلم صلاة الليل مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين.
كم عدد ركعات صلاة قيام الليل
كم عدد ركعات صلاة قيام الليل صلاة الليل ليس لها عدد محصور الله جل وعلا ندب إلى صلاة الليل وحث عليها سبحانه وتعالى، في كتابه العظيم، قال جل وعلا: (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلًا، نصفه أو انقص منه قليلًا، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلًا)، وقال سبحانه وتعالى في وصف عباده المتقين: (كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون)، وقال عن عباد الرحمن: (والذين يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا)، لكن الأفضل أن يوتر بمثل ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة أو ثلاث عشرة، يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة هذا هو الأفضل، وفي أول ركعة من صلاة الشفع نقرأ الفاتحة وبعدها نقرأ سورة الأعلى وفي الركعة الثانية نقرأ الفاتحة وبعدها سورة الكافرون وفى الثالثة الفاتحة والإخلاص.
دعاء قيام الليل يغير القدر
دعاء قيام الليل يغير القدر اللهمّ إنّي ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلّا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنّك أنت الغفور الرحيم، اللهم إني أعوذ بعزتك وجلالك من شتات الأمر ومن مس الضر ومن ضيق الصدر ومن حلول الفقر ومن تقلب الدهر ومن العسر بعد اليسر ومن العقوق بعد البر ومنن علي، ودعاء الاستفتاح: كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عندما يقوم للصلاة في الليل يقول: (اللهم لك الحمدُ، أنت ربُّ السماواتِ والأرضِ، لك الحمدُ، أنت قَيِّمُ السماواتِ والأرضِ ومن فيهن، لك الحمدُ، أنت نورُ السماواتِ والأرضِ، قولُك الحقُّ، ووعدُك الحقُّ، ولقاؤك حقٌّ، والجنةُ حقٌّ، والنارُ حقٌّ، والساعةُ حقٌّ، اللهم لك أسلمتُ، وبك آمنتُ، وعليك توكلتُ، وإليك أنبتُ، وبك خاصمتُ، وإليك حاكمتُ، فاغفِرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ، وأسررتُ وأعلنتُ، أنت إلهي، لا إلهَ لي غيرُك)
فوائد قيام الليل
فوائد قيام الليل عدد كبير من جمهور العلماء والفقهاء من الحنفيّة، والشافعيّة، والحنابلة قالوا إنّ القيام في السُّدسَين: الرابع، والخامس من الليل أفضل؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْل، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ، وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا)، وذهبوا إلى أنّ الصلاة في الثُّلث الأخير من الليل أفضل لِمَن اعتاد الاستيقاظ فيه، أمّا مَن اعتاد الرقود آخر الليل وعدم الاستيقاظ، فالأفضل أن يحتاط ويُصلّي في أوّل الليل، ومن فوائد قيام الليل أنه سبب لطرد الأمراض من الجسم، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام عليكمْ بقيامِ الليلِ فإنَّه دأبُ الصالحينَ قبلكمْ، وقربةٌ إلى اللهِ تعالى، ومنهاةٌ عنِ الإثمِ، وتكفيرٌ للسيئاتِ، ومطردةٌ للداءِ عنِ الجسدِ.