هل تسبب ألفريد نوبل في مقتل أخيه وما آخر أمنيات حياته؟
نمر اليوم بذكرى واحد من أهم القرارات التي اتخذت خلال العصر الحديث، توقيع الفريد نوبل وصيته الأخيرة، التي تضمنت إنشاء الجائزة الأشهر في العالم، جائزة نوبل، وذلك في 27 نوفمبر من العام 1895، في النادي السويدي بباريس.
ألفريد برنارد نوبل، المولود في 21 أكتوبر من عام 1833 بالسويد، كان والده مهندسًا ومخترعًا، لذا تعلق نوبل الصغير من بداية فهمه للأمور، بالاختراعات، والهندسة، والآلات التي يستخدمها المصممون، اهتم بالأخص بالمتفجرات، والبارود، وتصميمات المواد التي تؤدي إلى الانفجارات المدروسة.
تعلم على يد والده الكثير من أصول الهندسة، وحينما انتقل والده إلى روسيا في عام 1837، أرسله إل دراسة الكيمياء، في مدرسة خاصة، وفي سن الـ 16 كان ألفريد، متميزا في الكيماء ويعلم جميع دقائق ذلك الفن.
بعد نضوجه في الكيماء، سافر ألفريد نوبل إلى باريس، ليدرس الكيمياء هناك، وتدرب لبعض الوقت في الولايات المتحدة، قبل أن يعود إلى روسيا، ويعمل مع والده في أحد المصانع المختصة بتصنيع السفن الحربية.
اختراع ألفريد نوبل الأهم ومأساة أخيه
بدأت رحلة ألفريد نوبل العلمية، تحديدا بعد عودته إلى السويد، بعد انتهاء حرب القرم، وبدأ في تجاربه لتصنيع مواد متفجرة شديدة الدقة، وفي عام 1863، وصل نوبل إلى ابتكاره الأهم، وهو تصنيع مفجرًا، يمكن التحكم به بدقة أكبر، عن طريق سدادة خشبية، يتم إدخالها في شحنة من النتروجليسرين، موضوعة في وعاء معدني، ويعمل بعد ذلك انفجار الشحنة الصغيرة للمسحوق الأسود على تفجير شحنة أقوى من النتروجليسرين السائل، ومن هنا أتت شهرة نوبل كصانع متفجرات ماهر.
كان التعامل مع مادة النتروجليسرين، عقبة خطيرة في طريق نوبل، وشكل له تحديا كبيرا، خاصة بعد أن انفجر ذات مرة في مصنعة عام 1864، وقتل العديد من الأشخاص، منهم أخوه الأصغر، إميل نوبل، ظل من وقتها ألفريد نوبل يعمل بدقة، وتصميم، حتى توصل لاختراعه أشهر أداة انفجار في عصره، الديناميت، عام 1867، وبشكل سريع بدأ في التوسع، حتى أصبحت مصانع نوبل تملأ أوروبا، وصنع ثروة طائلة من وراء تصنيع تلك المتفجرات.
وصية نوبل الشهيرة وأمنيته النبيلة
ألقى الكثيرون اللوم على نوبل بعد اختراعه الشهير، بسبب استخدامه في الحروب، وأطلق عليه تاجر الموت، وكان ألفريد نوبل يشعر بالذنب تجاه هذا الاختراع الذي خرج عن السيطرة، لذا قرر كتابة وصيته في عام 1895، والتي تسببت في حالة كبيرة من الجدل، ولاقت معارضة كبيرة من أسرته، حيث أنه أوصى بمعظم أملاكه، لإنشاء جائزة تعطى للأصحاب الابتكارات المفيدة للبشرية في كل عام.
يقول ألفريد نوبل في وصيته التاريخية: يتم صرف جميع الأصول على النحو التالي: رأس المال، والذي تم تحويله إلى أوراق مالية، لتشكيل صندوق، يتم توزيع الفائدة التي تنجم عنه سنويا كجوائز مالية، لأولئك الذي أفادوا البشرية خلال العام السابق أعظم فائدة.
ويتم تقسيم الجائزة إلى خمسة أجزاء متساوية، وتوزيعها كالتالي، جزء واحد للذي قام بأهم اكتشاف أو اختراع في مجال الفيزياء، وجزء واحد للشخص الذي قام باكتشاف أو قام بتحسين كيميائي، وجزء واحد لمن قام بأهم اكتشاف في علم وظائف الأعضاء أو الطب، وجزء واحد للذي أنتج العمل الأكثر إبداعا وتميزا في الأدب، وجزء واحد للشخص الذي فعل الكثير من أجل تعزيز العلاقات بين الأمم، أو عمل على تقليص الجيوش الدائمة.
واختتم ألفريد نوبل وصيته بتلك الأمنية النبيلة: أمنيتي أن تعطى الجائزة للشخص الأفضل، دون النظر إلى جنسيته، سواء كان إسكندافيا أم لا.