صبا مبارك: اتحاربت واتظلمت في الصناعة.. وليس بالضرورة تقديم الفن رسائل | حوار
بتجربة نسائية من الدرجة الأولى، وصلت الفنانة الأردنية صبا مبارك لنضجها الفني في فيلم بنات عبد الرحمن، الذي عُرض عالميًا لأول مرة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 43، وينافس بقوة في المسابقة الرسمية للمهرجان.
ومن خلال حوار القاهرة 24 مع صبا مبارك، نتعرف خلال السطور الآتية على تفاصيل مشاركتها وكواليس الفيلم وتطلعاتها في المستقبل:
ما الذي دفعك للمشاركة بالفيلم؟
أعجبتني الشخصيات التي قرأتها في النص، فكل شخصية مرعبة.
كيف تعرفتي على مخرج ومؤلف الفيلم زيد أبو حمدان وهو مستقر بأمريكا؟
في بداية الأمر، هاتفني زيد طالبًا مشاركتي بالفيلم كي يستطيع بيعه، قائلًا: عايز اسمك عشان أعرف أنتج وأبيع المشروع.
وعرض عليّ جميع شخصيات الفيلم ولكن اخترت الفتاة المنتقبة لأنني لم ألعب شخصيتها من قبل، ومن ثم توالت الخطوات ليصبح مشروعي الإنتاجي وانضمت لنا فيما بعد شقيقتي المنتجة ٱية وحوش، التي أتوجه لها بالشكر كثيرا على مجهودها.
وأريد أن أنوه بأن الفيلم تحضيراته بدأت منذ 7 أعوام، حيث استغرقت سنوات عديدة في الكتابة مع المؤلف والمخرج زيد أبو حمدان.
هل مستعدة للهجوم الذي يمكن أن تتلقيه على تلك الشخصية المنتقبة، خاصةً بعد تناولنا للسجائر؟
نعم مستعدة، ولكن لا أعتقد أن يكون هناك هجومًا عليه، فالسجائر ليست مادة خام للهجوم، فذلك الأمر متعارف عليه في مجتمعنا الأردني وليس بشيء غريب.
كما أن شخصيتي بالفيلم توضح أنها ارتدت الحجاب بالقوة، وعندنما أصبح بيدها القرار خلعته، وبدلًا من تناول السجائر في السر يكون في العلن، وأنا لست من الشخصيات التي تحب الافتعال لتصبح تريند، ولا يوجد لدي اعتذار كي أقدمه عن الفيلم فأنا مؤمنة بكل تفصيله به.
أتوقعتي نجاح الفيلم في صالة العرض وتفاعل الجمهور معك بكل مشهد؟
نعم، توقعت نجاحه، ولكن ليس بالدرجة التي لمستها مع الجمهور أثناء حضوري عرضه الأول معهم.
وكان كل طموحي أشارك بفيلم فني وتجاري ناجح بنفس الوقت، والتحدي الأكبر أن يكون ذلك النجاح بمصر، لأن الجمهور المصري لا يستمع للعديد من اللهجات لغالبية الأعمال المصرية المقدمة، فنحن العرب مَن نستمع للهجة المصرية بكثرة وليس العكس.
هل استعانتِ بدوبليرة بالفيلم.. خاصةً بمشهد القيادة بسرعة كبيرة؟
نعم، في مشهد واحد فقط، وذلك لأن نهاية الطريق كان يوجد به حيوانات كثيرة لا بد من ظهورها بالفيلم، وأصابني خوف شديد تجاههم تحسبًا من دهسهم.
ألم يشكل عليكِ ضغطًا أن تكوني بطلة العمل ومنتجة في آن واحد؟
بالطبع، كنت Creative Producer أي متدخلة في العمليات الإبداعية الخاصة بالإنتاج، وليس لي علاقة بالأموال وجهات إنفاقها، وعندما بدأنا التصوير فصلت تمامًا.
هل سيكون توجهك في الفترة المقبلة الاهتمام بالقضايا النسائية؟
ليس بالضرورة بالمرة، أشارك بالأعمال التي تحمسني وتعجبني، فيمكنني المشاركة في أعمال تضطهد الرجال أو الأطفال أو حتى الحيوانات.
وبالطبع أدعم المرأة، ومعظم صناع فيلم بنات عبد الرحمن من النساء، فمنهم شقيقتي بروديوسر الفيلم ومصممين الديكور، فليس بالضرورة تجسيدها في العمل بل في صناعة العمل نفسه قدر المستطاع.
كيف وصلتي لحالة النضج الفني التي أنتِ عليها الآن؟
الفكرة في إصرار الشخص، خاصةً بعد ظلمي في الصناعة وعدم عرض عليّ الأعمال الجيدة والأقل كفاءة مني وشعوري باليأس تجاه ذلك كلما تقدم بي العمر، "اتهاجمت واتحاربت كتير".
لأي درجة نعتبرك من الفنانين المهتمين بتقديم القضايا المجتمعية في أعمالهم؟
من وجهة نظري ليس بالضرورة أن يقدم الفن رسالة، بل الإنسان هو مقدم الرسالة، والفن الذي أقدمه للترفيه، فنحن لسنا بسياسيين ولا مصلحين اجتماعيين، المهم أن نؤمن بما نقدم في العمل وألا نخالف مبادئنا.
أمِن السهل اكتساب اللهجة المصرية؟
لا، يمكن للمصريين اعتقادهم بأن اللهجة المصرية أسهل لهجة، فهي استغرقت وقتًا طويلًا وجهد مني كي أكتسبها، وأتحدث بها في محاولةً مني لتقدير المصريين وتوصيل شعور انتمائي لهم.
ما اللهجة والشخصية التي تتمنين تقديمها؟
قدمت العديد من اللهجات منها المصري والعراقي والأردني واللبناني، وآخرهم الليبي بفيلم السرب مت الفنان أحمد السقا والمخرج أحمد نادر جلال.
وما الذي تتمني تحقيقه في حياتك بعد؟
أتمنى أن يفخر ابني وشقيقتي بي، فذلك هو هدفي في الحياة.
أخيرًا.. ما الجديد الذي تعكفين عليه في الفترة الحالية؟
كثير من الأعمال، انتهيت من تصوير مسلسل ليلة السقوط، أجسد خلاله دور طبيبة إزيدية ويقبض عليها الدواعش وأتحدث خلاله باللهجة الأردنية، وأحببت ذلك الدور لأنه يسلط الضوء على فئة الإزيديين وما تعرضوا له في العراق أثناء الاحتلال، كما أنتظر عرض مسلسل عنبر 6 مع المخرج علي العلي في منتصف شهر ديسمبر، وأتحدث خلاله باللهجة اللبنانية.