رغم تحذير الأطباء من خطورة العملية.. زوجة تتبرع لزوجها بإحدى كليتيها بأسيوط | صور
في مشهد من أعظم المشاهد الإنسانية، الذي ضرب مثلًا في الوفاء والإخلاص، شهدت محافظة أسيوط تبرع زوجة لزوجها بإحدى كليتيها، لتنقذ حياته، رغم خطورة العملية على حالتها بسبب إصابتها بعيب خلقي.
بدأت القصة عندما أصيب شاب يبلغ عمره 31 عامًا منذ عدة سنوات بفشل كلوي، وتدهورت حالته إلى أن وصل إلى مراحل الغسيل الصناعي، إلا أنه تدهورت حالته أكثر مما جعله يستلزم إجراء عملية زراعة كلى، ومن هنا كان لا بد من بدء رحلة البحث عن متبرع مطابق له.
علمت الزوجة ذات ال29 عامًا بأمر العملية فلم تتردد للحظة عن التبرع لزوجها بإحدى كليتيها، وأخبرته أنها المتبرعة، ورغم رفض زوجها فإنها أصرت على التبرع، وأبت أن يتبرع أحد غيرها لزوجها، ورغم إخبارها من قبل الأطباء أن العملية تمثل خطورة على حياتها بسبب إصابتها بعيب خلقي يتمثل في ازدواج شرايين كليتها، فإنها أصرت على التبرع حتى لو فقدت حياتها، وهو ما جعل الجميع يرضخ لرغبتها لتبدأ مع زوجها رحله العلاج، التي تكللت بنجاح العملية وإفاقتهما وهما بصحة جيدة.
وقال الدكتور هشام مختار حمودة، مدير وحدة زراعة الكلى، إن المتبرع 30 عامًا، والمتبرعة زوجته والتي تبلغ من العمر 29 عامًا، موضحًا أن العملية كانت شديدة الخطورة عما سبقتها من عمليات، وذلك لمعاناة المريض من تضخم وضعف شديد بعضلة القلب، وهو ما كان يمثل تهديدًا كبيرًا على نجاح العملية، مشيرًا إلى أن ذلك استلزم تأهيل المريض على مدار العامين الماضيين، وعلاجه على أيدي أطباء متخصصين في القلب، وذلك حتى تم رفع كفاءة القلب من 30 إلى 50%، كما أن زوجته تعاني من عيب خلقي يتمثل في ازدواج شرايين كليتها، وهو ما كان يمثل تحديًا كبيرًا للفريق الجراحي، موضحًا أن العملية استغرقت نحو 9 ساعات كاملة، وتضمنت 3 ساعات لاستئصال الكلى من الزوجة و6 ساعات لزرعتها للمريض، لافتًا النظر إلى ارتفاع نسبة المتبرعين بين السيدات لزوجها أو لأبنها أو لشقيقها حيث تمثل الأغلبية بين الحالات المتبرعة في عمليات زراعة الكلى التي تجري بالمستشفى وهو ما يؤكد على عظمة عطاء المرأة المصرية بصفة عامة والصعيدية بصفة خاصة.
وأشاد الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط بالبرنامج الرائد الذي تتبناه الجامعة لزراعة الكلى، والذي يتم تنفيذه بالمستشفى الجامعي لجراحة المسالك البولية والكلى، وذلك في إطار التوجيهات الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم برامج زراعة الكلى في مصر في إطار جهوده للقضاء على الأمراض المزمنة والمستعصية، كما يأتي ذلك ضمن النشاط الطبي المنفرد والمتميز لمستشفيات أسيوط الجامعية والذي يتضمن إجراء العمليات الجراحية للحالات الأكثر تعقيدًا والأشد خطورة، بما في ذلك عمليات زراعة الكلى والكبد وكذلك المتعلقة بجراحات القلب والمخ والأطفال وكذلك في مجال علاج حالات الإصابات وعمليات العظام والجراحات الميكروسكوبية.
وفى هذا الشأن أعلن الدكتور علاء عطية، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة مستشفيات أسيوط الجامعية عن نجاح العملية رقم 47 ضمن برنامج زراعة الكلى، والذي يجرى بأيدي فريق متدرب على ذلك النوع من الجراحات المعقدة من أبناء الجامعة ويضم عدة تخصصات، وذلك تحت قيادة الدكتور هشام مختار مدير وحدة زراعة الكلى بالمستشفى، وذلك تحت إشراف الدكتور إيهاب فوزي المدير التنفيذي لمستشفيات أسيوط الجامعية، والدكتور ضياء الدين عبد الحميد مدير المستشفى الجامعي لجراحة المسالك البولية والكلى.
وتوجه الدكتور هشام حمودة بشكره إلى جميع أعضاء الفريق الطبي من أساتذة وأطباء متخصصين في مجالات جراحة المسالك البولية والتخدير والباطنة، وبتعاون أطباء الأشعة والباثولوجيا الإكلينيكية والصيدلة الإكلينيكية وفريق التمريض، مشيدًا بدعم إدارة الجامعة ومستشفياتها الجامعية وهو ما سوف يُسهم في إتمام إجراء 50 عملية جراحية لزراعة الكلى بالمستشفى قبل نهاية هذا العام 2021.