رحلة معاناة أم وابنتها مع الإيدز│ زوجها المتوفى أخفى عنها إصابته.. وشقيقتها تستغيث بالمسئولين
تزوجت سيدة في مقتبل عمرها، لتجد نفسها بعد سنوات قليلة أرملة وحاملة لمرض معدٍ، وأمًا لابنة حملت نفس المرض، والسبب هو زوجها، الذي خدعها بعدم إخبارها بمرضه قبل الزواج، حيث كان مريضا بالإيدز، وبعد وفاته بدأت هي وابنتها صراعهما مع المرض.
تعيش السيدة م.م، صراعا كبيرا مع النفس إلى جانب صراعها مع مرضها، فهي أم لطفلتين، إحداهما تحمل نفس مرض الأم، فكيف سيكون مصير الطفلة الأخرى في حال تدهور الحالة الصحية لوالدتها وشقيقتها؟، وإلى أين ستقودهما عدوى الإيدز؟، هل لنفس مصير الزوج!، هل أهل الزوج كانوا على علم بمرض ابنهم، وساهموا في خداع الزوجة؟.
أسئلة متكررة تتردد على أذهان السيدة م.م وأشقائها؛ الذين يعيشون معها مُعاناة كبيرة بسبب مرضها ومُحاولاتهم العديدة في مُساندة شقيقتهم ودعمها، لتمتلك القُدرة على تخطي الأمر وتتعايش معه حتى التعافي.
قالت السيدة أ.م، شقيقة السيدة م.م: تم خطبة شقيقتي إلى شاب.. كنا على علاقة قوية بأهله منذ فترة طويلة، وكان يعمل بالخليج، ومن المقرر أن يعود إلى مصر في وقت مُحدد ليتم الزواج، لكن كانت المفاجأة أنه عاد قبل الموعد المحدد، وطلب تعجيل الزواج: محطناش في دماغنا وقولنا عادي مستعجل.
وأضافت شقيقة المجني عليها: ظهرت على شقيقتي أعراض غريبة بعد ليلة الزفاف، ولم نلتفت لها: قولنا دي عين وحسد عشان كانت جميلة في الفرح، وبعد مرور فترة طويلة تعجبت والدتي من عدم حمل شقيقتي حتى الآن، فلجأت إلى طبيب، وحينها أدركنا أن الزوج لم يقترب منها منذ ليلة الزفاف، وأنه يحاول إبعادها عنه بشتى الطرق، وينام بغرفة أخرى، فذهبت إليه أمي لتفهم السبب، وحينها أدركت الأم أن ليس هناك ما يعيب ابنتها ليتهرب منها زوجها، فبعد نصائح الطبيبة تمكنت م.م من الحمل في ابنتها الأولى.
وأوضحت أ،م، أنه بعد إنجاب الطفلة الأولى؛ امتنع عنها الزوج مرة أخرى لفترة طويلة، وبعد محاولات عديدة واتباع الزوجة لنصائح طبية، تمكنت من الحمل في طفلتها الثانية، ولم تشك في لحظة أن الزوج يخفي عنها شيئًا أو يمتنع عنها لسبب كهذا.
وتابعت: زوج شقيقتها توفي بعد إنجاب طفلته الثانية بفترة قصيرة، وبدأت أعراض غريبة بالظهور على شقيقتها وابنتها الثانية، وعقب ذهابهما لعدة أطباء وإجراء تحاليل طبية كثيرة، اتضح إصابتهما بالإيدز، وكانت الصدمة.
واستكملت شقيقة مصابة الإيدز: توفيت والدتنا بعد فترة، وعاشت شقيقتي مع والدي هي وبناتها، ووالدي حتى الآن لا يعرف بحقيقة مرض شقيقتي: مش عاوزين نصدمه عشان مش هيستحمل.. عيشنا في صراعات عشان نخفي مرضها عن ناس كتير، وعشان نصرفلها العلاج الكافي لحالتها هي وابنتها، مع العلم إن أختي معندهاش دخل غير معاش والدي اللي بتصرف منه هي ووالدي وبناتها، لأن زوجها كان مُغترب وليس له معاش.
كما قالت أ.م: عاوزة الناس كلها يبقى عندها وعي كافي قبل الزواج، ومش بس يكتفوا بأن الشخص المتقدم للزواج على أخلاق عالية، وعنده دخل كويس..، التحاليل اللي قبل الجواز مهمة جدا، ولازم الكل يلتزم بيها، عشان ممكن تدمر حياة أشخاص وأسر كاملة.
وتابعت: جوز أختي خدعنا لأنه كان عارف هو عنده إيه، منعرفش أهله كانوا عارفين أو لا، بس هو تسبب في ضرر كبير وصعب لأختي ولبناتها، فالابنة المصابة، تعاني من المرض ومضاعفاته، والابنة السليمة تعاني من مصير وحياة مقبلة لا يعرفها إلا الله.
واستكملت: لازم ننشر الوعي في كل العالم، لأن نسب الإصابة في مصر عالية جدا وخطيرة، كنت بروح أصرف العلاج لأختي وأتفاجأ بالأعداد والحالات اللي بتتعالج من المرض ده، وللأسف ناس كتير مفهومها عنه غلط، وناس كتير معندهاش أي وعي تجاهه وتجاه التعامل معه.
وأشارت إلى أن شقيقتها لجأت إلى الطب النفسي لما سببه المرض لها من أضرار نفسية، حيث كانت في مقتبل عمرها تحلم بالحياة الزوجية السعيدة، ومن ثم وجدت نفسها أرملة وتحمل مرضًا خطيرًا وأمًا لابنتين - إحداهما تحمل معها نفس المرض، وتعيش حياتها في صراعات، حتى وصلت حالة الأم الصحية إلى درجة سيئة، وأصبحت نائمة في سرير غير قادرة على الحركة أو التعامل، وفي أحيان كثيرة تكون في درجة وعي غير كاملة.
واختتمت أ،م مستغيثة بالمسئولين، مطالبة بتوفير علاج لشقيقتها وابنتها، فهما أصبحتا غير قادرتين على توفير العلاج الكامل واللازم لمرضهما، وحالتيهما تتدهور أكثر فأكثر، مُتمنية أن يمد أحد يده لإنقاذ شقيقتها وتتعافى لتعيش مع أبنائها في سلام.