المدينة ذات الـ 100 باب.. الأقصر عرش الإله آمون
اكتسبت مدينة الأقصر شهرتها العالمية لإرثها الحضاري الهائل، فهي أشبه بمدينة متحفية، تحتضن جانبًا كبيرًا من المواقع الأثرية المهمة في مصر والعالم، وعرفت الأقصر عبر عصورها بالعديد من الأسماء: فسميت واست، وأسماها الإغريق ثيبس، علی اسم مدينة لهم في قلب اليونان، ولكنهم ميزوها عن مدينتهم بلقب ذات المئة باب، وعرب الاسم ليكون طيبة.
أما عن الاسم الحالي الأقصر فهو جمع لكلمة القصر، وهو اسم أطلقه العرب عليها بعد فتح مصر عام 641 م، عندما أبهرتهم معابدها وتصوروا أنها قصور وفي الدولة القديمة 2686 - 2181 ق م، أضحت واست عاصمة الإقليم الرابع في مصر العليا مركزًا إداريًا اقتصاديًا له أهميته التي أكدت عليها مقابر حكامها.
وخلال عصر الانتقال الأول 2181 - 2055 ق م، كافحت الأسرة الحاكمة في طيبة لإعادة توحيد مصر، وتمكن الملك منتوحتب الثاني 2055 - 2004 ق م، من إعادة توحيد البلاد، وعلا شأن المدينة لتكون عاصمة مصر، وبقيت في تلك المكانة حتي حكم امنمحات الأول 1985 -1955 ق م، أول ملوك الأسرة الثانية عشرة.
وكان آمون - رع هو معبود طيبة، التي أضحت مركز عبادته، ولما توحد شطرًا مصر، كان آمون - رع معبودها الرئيسي - بلا منازع - رب السموات، والملك المتوج على جميع الأرباب، وجعل المصريون القدماء من معبد الكرنك عرشه في الأرض، وبرغم انتقال عاصمة البلاد في حقبة الأسرة الثانية عشرة لتكون في اللشت، في المنطقة بين الفيوم ومنف، فقد حافظت واست طيبة على مكانتها الدينية، واستمرت مرکز لعبادة آمون - رع، ولقد سجلت منظمة اليونسكو طيبة كجزء من موقع التراث العالمي في عام 1979م، وذلك عرفت الأقصر بـ عرش الإله آمون.