لقاء على قرع طبول الحرب.. ماذا وراء اجتماع بايدن وبوتين اليوم؟
يعقد جو بايدن، الرئيس الأمريكي، لقاءً افتراضيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط ترقب دولي لما يمكن أن يسفر عنه اللقاء الذي تحوطه العديد من المخاطر الدائرة بين القطبين العالميين، في ظل توترات عسكرية على الحدود الروسية الأوكرانية، تزامنًا مع توقعات من قِبَل الأوروبيين، بأن زعيم البيت الأبيض سيستخدم اللقاء في محاولة لثني موسكو عن غزو أوكرانيا حيث يحتشد الآلاف من القوات بالقرب من الحدود المشتركة مع روسيا، بينما قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن المحادثات ستركز على ما تعتبره روسيا توسعًا زاحفًا للناتو نحو حدودها، فضلًا عن الضمانات الأمنية طويلة المدى لروسيا.
فقبيل أول محادثات مباشرة مع القيصر الروسي منذ يوليو الماضي، أجرى بايدن مشاورات مع الحلفاء الأوروبيين أمس الإثنين لمناقشة خطط فرض عقوبات على روسيا والسعي إلى موقف حليف قوي يدعم وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها، وذلك خلال حديث له إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وفقًا لوكالة رويترز.
مشاورات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من القارة الأوروبية أسفرت عن دعوة روسيا إلى تهدئة التوترات والعودة إلى الدبلوماسية، وقالوا إن فرقهم ستبقى على اتصال وثيق، بما في ذلك التشاور مع حلفاء الناتو وشركاء الاتحاد الأوروبي، بشأن نهج منسق وشامل، حسب بيان صادر عن البيت الأبيض، بينما لوَّحت واشنطن على لسان مسؤول كبير في إدارة بايدن، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، بأن فريق بايدن حدد مجموعة من العقوبات الاقتصادية لفرضها في حالة شن روسيا غزوًا على حليفتهم أوكرانيا.
لقاء بوتين وبايدن
المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، بدورها قالت في مؤتمر صحفي لها، إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان بوتين قد اتخذ قرارًا نهائيا بغزو أوكرانيا، وذلك قبيل ساعات من إجراء بايدن مكالمة فيديو مع نظيره بوتين من غرفة العمليات بالبيت الأبيض، في نحو الساعة الثالثة بتوقيت جرينتش.
الاتصال المرتقب يأتي على وقع طبول الحرب التي تُقرع على الحدود الروسية الأوكرانية، إذ تتهم أوكرانيا وقوى الناتو روسيا بتعزيز قواتها بالقرب من الحدود، الأمر الذي أثار مخاوف من هجوم محتمل من قبل الدب الروسي، من شأنه أن يؤجج صراعات بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في أوروبا من جهة، وموسكو وحلفائها في الطرف الآخر، في حين تنفي موسكو أي خطة من هذا القبيل وتتهم كييف بتعزيز قواتها في شرقها، حيث يسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على جزء كبير من الأراضي الأوكرانية.
في محاولة منها للتهدئة، حثت الولايات المتحدة، كلًّا من روسا وأوكرانيا، على العودة إلى مجموعة من الاتفاقيات الموقعة في عامي 2014 و2015 والتي تهدف إلى إنهاء الحرب الانفصالية بين المتحدثين بالروسية في شرق أوكرانيا.
لقاء بايدن وبوتين أيضا يأتي، عقب أيام من تصعيد التوترات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا على الحدود المشتركة، فيوم الجمعة الماضية أعلنت الحكومة الأوكرانية في بيان لها أن قوات الجيش الروسي المرابطة على الحدود الفاصلة بينهما اخترقت وقف إطلاق النار 6 مرات في ذات اليوم، ما ينذر بإمكانية تطورها إلى حرب شاملة بين روسيا وأوكرانيا، خاصة في ظل التوتر الأشد بين البلدين منذ سنوات.
فالغرب وأوكرانيا من جهة يصفون حشود روسيا العسكرية بالضخمة، بينما ينفي الكرملين ذلك نفيًا مطلقًا، كما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن أجهزة المخابرات الأميركية، أن الكرملين يخطط لشن هجوم متعدد الجبهات على أوكرانيا، العام المقبل، وترى المخابرات الأمريكية أن روسيا حشدت فقط نحو 70 ألف جندي على الحدود، لكنها تتوقع زيادة تصل إلى 175 ألفا، الأمر ذاته من قبل روسيا التي أكدت في عدة مرات عبر بياناتها أن أوكرانيا تحشد قوات ضخمة على حدود منطقة دونباس، الأمر الذي يجعل قرع طبول الحرب على الحدود الأوكرانية الروسية تلقي بظلالها على لقاء رئيسي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا اليوم.