الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بالحرب قبل الحب | روسيا تسعى لضم أوكرانيا أو جزءًا منها.. والغرب حائر أمام خيارات خاسرة

الحرب بين روسيا وأوروبا
سياسة
الحرب بين روسيا وأوروبا
الثلاثاء 07/ديسمبر/2021 - 03:33 م

أنظار العالم تتجه صوب موسكو وواشنطن ترقبًا للقاء الرئيسين الأمريكي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين الافتراضي اليوم، في حين تتجه انظار الروس أنفسهم صوب جارتهم أوكرانيا للحصول عليها دفعة واحدة أو بسط السيطرة على جزء منها كما حدث عام 2014 في شبه جزيرة القرم، فموسكو تأبى أن تنسى سيطرتها على أوكرانيا إبان حقبة الاتحاد السوفيتي.

روسيا تدخل الصراع الأوروبي السوفيتي المتجدد في أوكرانيا معلنة أنه إذا لم تسلم السلطات في أوكرانيا الحكم طواعية إلى موسكو فإن انقلابًا قد يحصل من قبل الناطقين باللغة الروسية المتواجدين في شرق أوكرانيا، ويتبين ذلك في دعمها الدائم لهم ضد السلطات الأوكرانية في شرق البلاد، فخلال شهر نوفمبر الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكين وجود مخطط لانقلاب ضده في الأول من ديسمبر المقبل، بمشاركة خصمه في شرق أوكرانيا رينات أحمدوف المقرب للرئيس الروسي، وروسيا، وفي حال عدم نجاح ذلك الانقلاب فإن الروس لن يتراجعوا عن الحصول على أوكرانيا.

أوكرانيا جزء من السوفيت

فالروس لم ينسوا أن أوكرانيا كانت أول من دق مسمارًا في نعش انهيار الاتحاد السوفيتي، بانشقاقها عن الاتحاد وتسببها في تدهوره كونها كانت أكثر الدول السوفيتية تطورًا في ذلك الوقت ما تسبب في سرعة انهيار الاتحاد، فما إن انتهت موسكو من مشاكلها الداخلية، توجهت لصب أعينها تجاه أوكرانيا التي كانت تمثل سلة الاقتصاد للاتحاد السوفيتي ومزرعته الخلفية، وكانت أيضًا منجم لمعادن عدة استعان بها السوفيت لبناء ترسانتهم.

قيصر روسيا والساعي إلى استعادة أمجاد أسلافه، فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الحالي، بدأ عام 2014 تنفيذ خطة موسكو للانقضاض على أوكرانيا، فبلمحة بصر ابتلع شبه جزيرة القرم، وأشعل حرب شرق أوكرانيا ودعم فصائل مسلحة تنتمي لأصول روسية بالقرب من العاصمة كييف، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، الأمريكية، بحثًا عن فرصة لاندلاع حرب أهلية في أوكرانيا تمكن موسكو من الدخول إلى أوكرانيا بشكل أسهل، إلا أنه حتى قرب انتهاء العام الحالي لم تندلع الحرب.

ولأن الدب الروسي لم يعد يحتمل الانتظار، قرر المبادرة وحمل مشعل الحرب والتوجه به إلى الحدود الروسية الأوكرانية، وذلك بداية من تصفية الصراعات التي كانت تشارك فيها روسيا في عدة مناطق بالعالم، انطلاقًا من الفراغ من الحرب في سوريا عبر تفاهمات مع صديقتها تركيا، وإطفاء نار الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، والاطمئنان بخروج أمريكا والناتو من جارتها أفغانستان.

بوتين يسعى لاستعادة أمجاد أجداده 

وركز قيصر روسيا  كل قوته على جارته أوكرانيا، وأرسل أكثر من 100 ألف مقاتل إلى الحدود بين البلدين، حسب أسوشتيد برس الأمريكية، وللضغط على حلفاء أوكرانيا الأوروبيين بدأ بالضغط من قبل بيلاروسيا بفتح حدودها للمهاجرين تجاه الغرب، باستخدام السلاح البشري، لتصل الرسالة إلى كل أوروبا وبات الغرب على يقين أن بوتين لن يتردد عن إخضاع كييف،  بالطرق السلمية وغير السلمية، أو ما يمكن أن يتم وصفه روسيا تريد أوكرانيا بالحرب قبل الحب فلم يكن من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين سوى إرسال عدة تهديدات باسم الناتو، غير أنها لم تجدي نفعًا مع الدب الروسي.

على قرع طبول الحرب راح بوتين يهيئ شعبه للحرب الجديدة، وفقًا لموقع ذا ديلي بيست الأمريكي، ما أثار قلق جيران روسيا، وراحت كييف الأخرى تستعد لكل الاحتمالات الممكنة، وأعلنت تحدي روسيا على أمل أن يساندها الغرب وذراعهم العسكرية الناتو، ما ينذر بإمكانية حرب روسية تنهي الجدل وتحسم الأمور لصالحها، وقد تسفر عن ابتلاع أوكرانيا كلها، أو الجزء الشرقي الذي يضم الناطقين باللغة الروسية.

محاولات كييف أمام دب روسيا

أوكرانيا بدأت تجييش قواتها وأصبح الجيش في حالة تأهب مستمر وفقًا لوزارة الدفاع الأوكرانية في نوفمبر الماضي، ونقلت أكثر من 8 آلاف جندي جديد خلال الأسبوع الماضي إلى الحدود بين البلدين، على ذات الخطى لم يتوانى الغرب عن تهديد روسيا بالعقوبات، ولكنه أجرى تحركات عسكرية هذه المرة على غير المتوقع، إذ أرسلت واشنطن جنودًا وعسكريين وخبراء إلى كييف، وكذلك بريطانيا، وأعلنت السفارة الأمريكية في أوكرانيا وصول 80 طنا من الذخائر، حسب وكالة الأنباء الأوكرانية.

فقد باتت الحرب على امتداد البصر بين أوكرانيا وروسيا، بالمتتبع لما يجري على الحدود بينهما يرى أنه سواء تأخرت الحرب أو تأجلت لحين آخر إلا أنها قادمة لا محالة هكذا تتحدث الصحف الروسية، وسط مخاوف الأوكرانيين، ولكن في حال استسلام أوكرانيا أو تخليها عن جزء من أراضيها المتاخمة لأوكرانيا، هذا فقط ما يضمن عدم نشوب حرب شاملة تسفر عن اجتياح روسي لأوكرانيا، لكن أمرًا واحدًا فقط هو ما يمكن من خلاله  قلب الموازين لكييف وذلك بتدخل غربي حازم من الناتو وواشنطن، إلا أن تدخلهم يعني صدام عسكري بين موسكو وواشنطن أكبر قوتين نوويتين على الكوكب، وهو أمر لم يحصل تاريخيًا وجميع من هم على سطح الكوكب يأملون في عدم نشوب صراع نووي بينهما، وما سيحول دونه فقط هو تراجع الناتو وواشنطن عن التدخل مع أوكرانيا في صراعها مع الدب الروسي والاكتفاء بتقديم الإمدادات لها فقط.

ويعقد جو بايدن، الرئيس الأمريكي، لقاءً افتراضيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وسط ترقب دولي لما يمكن أن يسفر عنه اللقاء الذي تحوطه العديد من المخاطر الدائرة بين القطبين العالميين، في ظل توترات عسكرية على الحدود الروسية الأوكرانية، تزامنًا مع توقعات من قِبَل الأوروبيين، بأن زعيم البيت الأبيض سيستخدم اللقاء في محاولة لثني موسكو عن غزو أوكرانيا حيث يحتشد الآلاف من القوات بالقرب من الحدود المشتركة مع روسيا، بينما قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إن المحادثات ستركز على ما تعتبره روسيا توسعًا زاحفًا للناتو نحو حدودها، فضلًا عن الضمانات الأمنية طويلة المدى لروسيا.
 

 

تابع مواقعنا