رسالة لـ شريف عامر: كيف نسيت الأستاذ سعيد الهوا؟
ممسكا بكوب شاي ساخن، يجلس على مقهى عتيق بكوم الدكة، بينما لمح طفلا صغيرا يجري مسرعا نحوه، وأخبره أن السيد ظاظا -وهو فتوة منطقة مجاورة- يخطط لضربه وتحطيم أسطورته.
لم يتمالك نفسه، ولم ينتظر كثيرا حتى قرر أن يبادر بالهجوم كوسيلة ذهبية للدفاع عن نفسه، فهمّ إلى دراجته البخارية، وعمل أمبليها واحدا نتج عنه فرقعتان في الشكمان، ثم ذهب لظاظا، غريمه المنشود، في عقر داره، وعلى المقهى التي يجلس عليها، التقط برطمانا لا أحد يعلم من أين، وقذفه ليصيب ستة رجال دفعة واحدة في حركة لولبية دائرية.
أصيب الجميع بالذهول، إلا ظاظا، حتى التقط السيد هوا برطمانا آخر وألقاه ليخترق الجموع ويصيب صاحب المقهى، ما حرك مشاعر الشفقة لدى الفتى المغوار تجاه المصاب بلا ذنب، لكنها سرعان ما تبددت برؤيته ظاظا سليما معافى بعد كل تلك الخسائر غير المقصودة، وهنا قرر استخدام سلاحه الأسطوري، فأخرج المطواة "الغدارة" بحركة بطيئة، وفتحها بطريقة سينمائية، فكان لزاما عليه أن يزفرها، وهو قانون خاص به.
شعر ظاظا لوهلة أن الأمور تنقلب ضده، فلجأ لتهدئة خصمه، وتذكيره بأنهما "فتوات زي بعض"، وأن الأمر لا يستحق خسارة كل منهما الآخر، تأثر السيد هوا، وجرح قدمه بالمطواة حتى توافق على الدخول بأمان لجيبه، ثم لمح خطيبته تشاهد هذه الملحمة، فطلب منها النزول للتوجه معه لبيت والدته ليعرفها بها، كنهاية سعيدة لقصص الحب من تلك النوعية.
..
السيد سعيد الهوا الذي كان ملء السمع والبصر، وتريند الغلابة، حتى أن رامز جلال استضافه في إحدى الحلقات، لكنه خفت نجمه، وأصبح جزءا من تراث الأغنية الشعبية بأغنية وحيدة "ملهاش لازمة الحقيقة"، وتجاهله الأستاذ هاني شاكر، ولم يذكره العظماء بيكا وشاكوش وعمرو كمال وفيجو وأورتيجا في أي من أحاديثهم الإعلامية.
..
وهذه دعوة للأستاذ شريف عامر لاستضافة الأستاذ سعيد الهوا حتى لا يتحول لمتطرف أكثر من ذلك، وحتى لا يرفض المجتمع، ويفتعل المزيد من المشاجرات مع السيد ظاظا.. وحقنا للدماء ومنعا لمزيد من البرطمانات الطائرة.
وشكرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.