الخميس 19 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خطيب الجامع الأزهر: الإسلام تفرّد برعاية ذوي الهمم وأعطاهم حقوقهم في إنسانية متكاملة

الدكتور محمود الهواري
دين وفتوى
الدكتور محمود الهواري
الجمعة 10/ديسمبر/2021 - 03:24 م

ألقى  خطبة الجمعة اليوم، بالجامع الأزهر الدكتور محمود الهواري، الباحث الشرعي بمشيخة ‏الأزهر، ‏والتي دار موضوعها حول ذوي الهمم تاريخ وواقع وواجبات.‏

في بداية الخطبة أشار الدكتور الهواري إلى أن الإسلام له السبق في العناية بذوي الهمم وإدماجهم في المجتمع، لافتًا إلى أن أهم ما يؤكد ملامح وخصائص هذا الدين، أنه دين إنساني مُتفرد، ومن ناحية أخرى هو دين عملي، لافتا إلى أن إنسانية الدين الإسلامي تظهر في عنايته ببني الإنسان على اختلاف قُدراتهم، وهذا بخلاف ما حمله تاريخ بعض الدول التي يشار إليها بالتقدم والحضارة، مؤكدا أن لإسلام تفرد برعاية ذوي الهمم وأعطاهم حقوقهم في إنسانية متكاملة.

وأكد الهواري أن من تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم؛ عرف الخلق العظيم في العناية بذوي الهمم، حيث جاءت سيرته، مؤكدة أن ذوي الهمم لهم الأولوية في الرعاية والاهتمام، وأنهم لا يقلون عن الأسوياء الأصحاء في شيء، لافتًا إلى حادثة مشهورة يعاتب الله رب العالمين نبيه صلى الله عليه وسلم بشأن عبد الله بن أُمِّ مَكْتُومٍ، وكان من ذوي الاحتياجات الخاصة، أعمى لا يرى، لكنه كان ذا همة عالية ومبادرة ومشاركة وفاعلية، ذهب يومًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله ويتعلم منه، فانشغل عنه النبي صلى الله عليه وسلم، بدعوة واحد من أشراف قريش؛ رجاء أن يسلم من وراءه، ورغم أن الرجل لم ير انشغال النبي صلى الله عليه وسلم عنه، إلا أن القرآن أبي إلا أن يعلي قدره بما عاتب فيه رسوله، فأنزل سبحانه آيات بينات تعاتب النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم عتابًا شديدًا: عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى* وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى.

وأوضح خطيب الجامع الأزهر أن  ذوي الهمم لهم حقوق على الأفراد والمجتمعات، وأول حقوقهم رفع العزلة والمقاطعة عنهم، لافتا إلى أن المجتمع الجاهلي القديم، كان يقاطع ذوي الاحتياجات الخاصة، ويعزلهم، ويقصيهم، مشيرا إلى أن أهل المدينة قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا لا يخالطهم في طعامهم أعرج ولا أعمى ولا مريض، فأنزل الله تعالى: لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا.

وأضاف الدكتور محمود الهواري، أن ذوي الهمم لهم حقوق، وعلى رأسها: عدم إقصائهم وإخراجهم من عزلتهم النفسية والشعورية، وعدم السخرية منهم، وإتاحة الفرصة لهم للتعلم والترقي ومباشرة أسباب الحياة، فضلا عما يجب على المؤسسات المختصة، منوها بأن المجتمعات انتبهت إلى حقهم في الحياة فكانت هذه القوانين واللوائح التي تدعمهم وتؤكد إدماجهم في الحراك المجتمعي الذي تشهده بلادنا، معقبا: هذا إن دل فإنما يدل على أن مصر تسير وفق المنهج النبوي القويم في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ولقد أحسن هذا الذي غير كلمة المعاقين إلى كلمة ذوي الهمم، ولهذا العمل أصل في الشرع وفي لغة العرب، فالشرع يأمر بالتفاؤل واستخدام كلماته الطيبة.

في ختام الخطبة أشار الهواري إلى أن ماضي أمتنا وحاضرها، به شواهد كثيرة على أن الابتلاء بنقص حاسة أو عضو لم يكن عائقًا عن النجاح والتميز، بل كان في كثير من الأحيان سببًا في الإلهام، لكن المعاق الحقيقي  هو ذلك الإنسان السليم في جسده القادر على التنفيذ لكنه أعاقته شهوته وغفلته، المعاق الحقيقي هو من أعاقه التسويف والغفلة عن التوبة الصادقة، المعاق من أعاقه الكسل عن العمل، المعاق من أعاقه البخل والشح عن الصدقة، المعاق من أعاقته القسوة عن الرحمة والصلة وبر الوالد والوالدة، المعاق من أعاقته الحزبية عن الوفاء لدينه ووطنه وأمته، المعاق الحقيقي؛ هو من نظر لغيره نظرة دونية أو نظرة  فيها انتقاص أو تحقير.

تابع مواقعنا