السبت 21 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جراحات السمنة..هل هى الحل السحري الدائم؟

مرض السمنة
صحة وطب
مرض السمنة
السبت 11/ديسمبر/2021 - 08:38 ص

تكاد تنتشر فى كل مكان الإعلانات عن أطباء جراحين يقدمون عروضًا خاصة على جراحات إنقاص الوزن، ويعددون مزاياها وأنها تعالج الضغط والسكر والقلب والجلطات والاكتئاب ومختلف أزمات حياة الإنسان المعاصر، ولكن الجانب المقابل من الشارع، تتراص مطاعم الوجبات السريعة بمختلف أنواعها المغرية، ويستمتع ما لاذ وطاب من الطعام ويفقد الحياة الغذائية الصحية، ثم يبحث عن أرقام هؤلاء الأطباء.


فما هى أهم ما ينبغي الإحاطة به علمًا عن تلك الجراحات التى انتشرت كالنار فى السنوات القليلة الماضية، وسنعرف بعدها الإجابة الحقيقية عن سؤال هل هي الحل السحري دائمًا؟

ما هي جراحات السمنة؟


ليست جراحات السمنة أو جراحات إنقاص الوزن اكتشافًا حديثًا، فقد ظهرت منذ النصف الثاني من القرن الماضي، ومرت بالعديد من مراحل التطور والتحسين، لا سيما مع التقدم التقنى الهائل، والتراكم الكبير فى خبرات الأطباء والأدلة العلمية الموثقة.

وجراحات السمنة، هي عمليات جراحية تهدف إلى إنقاص الوزن من خلال إجراء تعديلات على الجهاز الهضمى لا سيما المعدة، وذلك لتقليل كمية الطعام التى يمكن أن يتناولها الإنسان، وبالتالى إنقاص وزنه بكفاءة وفاعلية بشكل أكثر استدامة.

وعلى موقع الجمعية الأمريكية لجراحات السمنة على الإنترنت، يؤكد الباحثون أن تلك الجراحات قادرة ليس فقط على علاج السمنة، وإنما مضاعفاتها الرئيسية مثل السكر والضغط وارتفاع الكولسترول والاختناق الليلي، وأنها تمنح المريض جودة حياة أفضل بكثير، وكذلك ترفع سقف العمر المتوقع إحصائيًا، كما يشيد الموقف بالتطور الكبير الذى أتاح إجراء معظم تلك الجراحات بواسطة المنظار، مما يقلل المضاعفات، وحجم الجرح وآثاره، ويسرع التعافى بعد الجراحة.


ما هو الداعي الطبي لإجرائها؟
عندما تفشل الوسائل الطبيعية لفقدان الوزن مثل الحمية الغذائية والتمارين الرياضية فى الوصول بالمرء إلى الوزن الطبيعي، خاصة عند المصابين بالسمنة المفرطة، أوعندما يكون معامل كتلة الجسم 35 فأكثر لدى من يعانون من أحد عوامل الخطر الصحى المرتبطة بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكر الدم من النوع الثانى أو أمراض شرايين القلب أو الاختناق الليلى أو الارتفاع الشديد في كولسترول الدم.


أي أنواع جراحات السمنة أفضل؟

لدينا العديد من أنواع جراحات إنقاص الوزن، ولا يمكن أن نصف أحدها بأنه الأفضل على الإطلاق، فلكل نوع مزاياه ومشاكله، وتكاد لا تخلو من آثار جانبية ومضاعفات، ويختار النوع الأنسب لكل مريض بعد مناقشة جيدة مع طبيبه المعالج عن المزايا والعيوب والتوقعات.

الأنواع الأربعة الأكثر رواجًا وتفضيلًا لدى الغالبية العظمى من الجراحين والمرضى:

1- بالونة المعدة

وتمتاز بأنها الأقل تعقيدًا، ويمكن للمريض أن يعود إلى منزله مساء نفس يوم التركيب، إذ يتم تركيبها بوساطة منظار الجهاز الهضمي العلوي دون الحاجة لشق البطن جراحيًا أو استخدام منظار البطن الذى يحتاج إلى عدة فتحات بالبطن.

ويقوم الطبيب بواسطة المنظار بإدخال بالونة إلى المعدة، تنفخ من الخارج بمحلول ملحيى، وبالتالي تضيق مساحة تجويف المعدة، وتقلل كمية الطعام، وتسرع الشبع، ولكن لا تظل البالونة بالمعدة لأكثر من 6 أشهر، وتزال حينها بالمنظار أيضًا، وخلال تلك المدة يمكن أن تساعد المرء على التخلص من حوالي من 6 إلى 10% من وزنه، وتحول الأنماط الغذائية الصحية إلى عادات أكثر رسوخًا.

 

2-جراحة تكميم/تدبيس المعدة

وتعتبر من أشهر جراحات السمنة حول العالم، وتمتاز بالكثير من الفاعلية فى إنقاص الوزن عبر تصغير حجم المعدم كثيرًا، وبالتالي تسريع الوصول للشبع بقدر محدود من الطعام، كما يقل إفراز هرمونات الجوع من المعدة، ويمكن إجراؤها بواسطة منظار البطن.

وفيها يزيل الطبيب أكثر من ثلاثة أرباع المعدة، ويقوم بإغلاق الجزء الصغير الباقى بواسطة دبابيس جراحية خاصة، ومن أهم مميزاتها أنها أقل تعقيدًا من وجهة النظر الجراحية بالمقارنة بجراحة تحويل المسار، وأنها لا تمس الأمعاء بتاتًا، وهذا يعنى أنها لا تخل بعملية امتصاص المغذيات فى الجهاز الهضمى.

ولكن في المقابل، يعيبها أنها عملية دائمة، فالجزء الذي يزال من المعدة يتخلص منه بالطبع، ولا يمكن إعادة توصيله، وأخطر الآثار الجانبية المرتبطة بها هو تسرب محتويات المعدة إلى داخل البطن بين الدبابيس إذا لم تكن متراصة على مسافاتٍ قريبة، أو إذا انفك أحدها، وهذا قد يسبب التهابًا شديدًا بالبطن، ويستدعي إجراء جراحة جديدة لتعديل المشكلة.

3- تحويل مسار المعدة

وهي أكثر تعقيدًا بكل تأكيد، ولها مضاعفات جراحية كالتلوث البكتيري والإصابة بالجلطات من التكميم، لكنها أكثر فاعلية وسرعة في إنقاص الوزن، لأنها لا تقتصر فقط على تقليل كمية الطعام من خلال تصغير المعدة، إنما أيضًا تؤثر سلبًا على امتصاص الكثير من المغذيات من الأمعاء، وبالتالي تُقلِّل كمية الطاقة التي نحصل عليها من الطعام. كما أن نتائجها أكثر ديمومة، حيث أثبتت بعض الدراسات أن معظم المرضى يحافظون على أوزانٍ جيدة بعد 10 سنواتٍ من إجرائها.

يفصل الجراح المعدة إلى جزئيْن، علوي وسفلي، ثم يوصل العلوي بالأمعاء الدقيقة مباشرة، وبالتالي يصل الطعام مباشرة من المعدة إلى الجزء البعيد من الأمعاء، ولا يقضي وقتًا طويلًا في المعدة من أجل الهضم، ولا يمر بالإثنا عشر ولا بالجزء القريب من الأمعاء الدقيقة، وبالتالي لا تُمتص الكثير من المغذيات الموجودة فيه.

ولذا، فلا بد أن يتناول المريض طعامًا مُختارًا بعناية، يكتظ بالفيتامينات والمغذيات المفيدة، وعليه طوال العمر أن يتناول أقراص الفيتامينات والمكملات الغذائية لتعويض ما لا يُمتصّ، وإلا أصيب بالعديد من المضاعفات الصحية ومن أبرزها أنيميا الدم وهشاشة العظام والحصوات المرارية. ويجب أن يتجنب المريض تناول كميات من الطعام لا سيَّما السكريات، وإلا سيصاب بالغثيان والقيء والشعور بالتخمة الشديدة والإجهاد.

ولكنها لا تخلو أيضًا من مضاعفات، مثل انثقاب المعدة بالمنظار، أو تمدد البالونة ذاتيًا إلى حجم كبير، مما قد يسبب مضاعفات جوهرية نتيجة ضغطها على الأعضاء المجاورة لا سيما البنكرياس، إذ قد يسبب هذا الإصابة بالتهاب البنكرياس الخطير.

4- ربط المعدة

تمتاز بأنها أقل خطورة ومضاعفاتٍ من التكميم وتحويل المسار، كما لا تتضمن إزالة أى جزء من المعدة، لكنها فى المقابل أقل فاعلية فى إنقاص الوزن بالمقارنة بعمليتى تكميم المعدة وتحويل المسار، حي يزرع الجراح حلقة قابلة للنفخ حول المعدة، أشبه ما تكون بالحزام، فتقسم المعدة إلى جزء علوي صغير يتصل بالمريء، وجزء سفلى كبير يتصل بالأمعاء الدقيقة، ويصلهما عنق ضيق.

5- أفكار أحدث
هناك أفكار جديدة للتدخل الجراحي لعلاج السمنة، أقل فى آثارها الجانبية والمضاعفات، ولا تتضمن تغييرات جراحية كبيرة فى الجهاز الهضمي، ولكنها لا تزال أقل شيوعًا فى الوقت الحالي، مثل تركيب منظم خاص يزرع تحت الجلد، يسمى vbloc ويتصل بريموت كونترول خارجي للتحكم فيه.

و يوصل الجراح المنظم بالعصب الحائر، ويرسل من خلاله نبضات كهربية للمخ تخبره بأن المعدة فى حالة شبع، فيقل الإحساس بالجوع، ولا تستغرق عملية التركيز وقتًا طويلًا، ويمكن للمريض أن يعود إلى منزله فى اليوم التالى.

تابع مواقعنا