ابن سينا فيلسوف كتب رسالة في السياسة.. ما أهم بنودها؟
الفيلسوف بن سينا أحد أشهر فلاسفة العالم الإسلامي، لم يتوقف نبوغه على الفلسفة فقط بل نبغ أيضا في الطب مستلهما ما جاء عن اليونانيين مثل أبقراط وجالينوس، ووضع عشرات من المؤلفات في علوم أخرى.
ولد ابن سينا في بخارى وتنقل في عدة بلاد حتى منها الري ونيسابور وجرجان وغيرها من البلاد حتى توفي في همدان، وإلى شهرته في الفلسفة والطب، هنا نود أن نسلط الضوء على إحدى رسائل بعنوان رسالة في السياسة.
والمقصود بالسياسة هنا ليس الكلمة المعروفة الآن في الاشتغال بالأعمال السياسية أو تولي مناصب فيها بل المقصود بالسياسة هنا تجنب الخلل وإصلاح الفاسد، ولمَّا كان الفساد والخلل يطرآن على الإنسان وأعماله، فعليه أن يعمل جديا على اجتناب ذلك الخلل.
في هذه الرسالة يقسم ابن سينا رسالته في السياسة إلى مقدِّمة وخمسة أقسام، في المقدمة تكلَّم عن التفاوت بين الناس في الصفات والرُّتب، وفي بقية الأقسام تناول عدة صنوف من السياسية منها سياسة الرجل نفسه، فه يرى أن الإنسان لا يستطيع أن يُصلح غيره ما لم يصلح نفسه أولًا لأنَّها أقرب الأشياء إليه وأكرمها عليه وأولاها بعنايته؛ ولأنه متى أحسن سياسة نفسه هان عليه إصلاح غيره،
من الأقسام التي جاءت في الرسالة أيضا قسم بعنوان سياسة الرجل أهله، ويقصد لأهل هنا والمرأة ويضع 3 ثلاثة شروط، وهي انتهاب الزوجة زوجها مهابةً شديدة؛ لأنَّها إن لم تهَب زوجها تعود آمرة ناهية مدبِّرة، وذلك الانتكاس والانقلاب.
والثاني أن تكرم رجلها أن تكرم رجلها كما هو يكرمها والشرط الثالث أن تشغل الزوجة خاطره بالأمور البيتية المهمة كسياسة أولادها وتدبير خدمها، وتفقُّد ما يضمه خدرها من أعمالها.
ومن أقسام الرسالة أيضا سياسة الرجل ولده، ويرى ابن سينا في هذا الخصوص أن على الأب أن أن يُحسن تسمية ابنه، وأن يعتني بتربيته ويجانبه مساوئ الأخلاق، وأن يرسله إلى المدرسة عندما يبلغ أشُدَّهُ، وأن يُعلِّمه الصناعة التي يكون أهلًا لها، إذ ليس كل صناعة يرومها الصبي ممكنة له مواتية، لكن ما شاكل طبعه وناسبه.
وفي قسم بعنوان حول سياسة الرجل خدمه يرى ابن سنيا أنه لا يجوز للغني أن يحتقر خدمه؛ كما أنه ينبه الغني من أن يتخذ خادمًا إلا بعد الاختبار له.