منها التغابي والتجاهل..نصائح هامة للتعامل مع سخرية الأشخاص
في الآوانة الأخيرة تنتشر ظاهرة السخرية، كما نعرف مصطلح "دس السم فى العسل"، وهي تعبر عما يفعله البعض عندما يغلفون أوصافهم القاسية لغيرهم وعدوانيتهم الكلامية ببعض السخرية والضحك وإنما تحمل رسائل جادة خفية، وعززت تلك الظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي التي تحظى فيها الصفحات الساخرة والأنواع المختلفة من "الكوميكس" و"الميمز" بحظ كبير من المتابعة مما يؤدى لانتشارها، فالسؤال هنا كيف تتعامل معها؟
1- السيطرة على انفعالاتك فإن أشد ما يرغب فيه المعتدون بالسخرية هو أن تغضب أو يظهر عليك الحزن والألم من جرَاء ما قالوه، ولكن يمكنك أن تفوت عليهم تلك الفرصة، بأن تُدرّب نفسك شيئًا فشيئًا على ألا تظهر انفعالاتك، فهذا يفوت عليهم الجانب الأهم من متعة عدوانهم الساخرة، ويقلل فرص محاولتهم لتكراره.
2-التجاهل وهذا هو الأسلوب الأفضل مع الغرباء، مثل أن يرميك سائق آخر بتعليق سلبي ساخر أو تهكمي أثناء قيادتك لسيارتك، أو حتى إذا وصل إلى مرحلة تقترب من السباب الساخر، فالأنسب لك والأسوأ إليه أن تتجاهله تمامًا، ليس فقط بعدم توجيه سباب مضاد له، أو إيقاف سيارتك فجأة ثم التوجه للاشتباك معه، إنما بأن تصوب عينيك على طريقك، وكأن شيئًا لم يكن، ولا تمنحه حتى مجرد نظرة عابرة عبر مرآة سيارتك، فإن التجاهل الجيد كفيل برد اعتبارك بإغاظة المعتدي حتى الأعماق، فقد يصيب بذبحة صدرية.
3- التغابي فهناك نظرية توضح أن الشخص الذى يلقى السخرية يحتاج إلى أن يفهم المستمع المعنى غير المباشر لكلامه، فإذا اضطر للشرح، فسدت السخرية، فهذا هو المطلوب، فمن الوسائل الناجحة لمواجهة السخرية العدوانية أن تتظاهر بأنك لم تفهم المقصود الساخر غير المباشر، وأن تأخذ الكلام على عكسه.
4--مراكمة خبرات معرفية واجتماعية مع مرور المواقف تتراكم عند المرء خبرات اجتماعية بالاحتكاك بأوساط مختلفة من البشر فكريًا واجتماعيًا، وكلما تطلع إلى المعرفة، أصبح أكثر قدرة على التعامل المثمر مع أنماط متنوعة من الناس، وأصبح قادر على معرفة السخرية العدوانية من بين كلام الآخرين، واختلاف نبرات صوتهم، وفى ثنايا أفكارهم المباشرة أو تلميحاتهم غير المباشرة، وتلك الخبرة هى بمثابة خط الدفاع الأول ضد العدوان الساخر، وكذلك فإن توسع دائرة معارفنا الاجتماعية يزيد الشعور بالثقة.
5-وضع الحدود وهى من أهم الأشياء التى يجب فعلها، فالبعض يستغلون تعاملنا الودى والحميم، لانتهاز الفرص، وتوجيه ضربات السخرية العدوانية إلينا ولذا، فوضع حدودٍ جادة بيننا وبينهم، تجعل التعامل قاصرًا على النمط الرسمى، وما يفرضه طبيعة العمل فحسب، دون السماح بانتقال العلاقة إلى الدوائر الأكثر عاطفية وودية، وهذا كفيلُ بسدة ثغرة بارزة لنفاذ السخرية العدوانية إلينا.
6- الرد بالحسنى والمواجهة اللطيفة يشبه هذا منطق الآية الكريمة في سورة "الفرقان": «وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا»، ويمكن تخصيص تلك الآلية الدفاعية بالأساس لمن استخدموا ضدنا نوعًا من السخرية العدوانية، لكنهم أشخاص مهمّون لنا واستدامة علاقتنا بهم لا مفر منها مثل أفراد الأسرة والاصدقاء والجيران، فلا بد هنا من المواجهة، متحدثين بنبرة هادئة وتعاطفية ما أمكن مع الشخص، ونؤكد من خلالها أنه رغم تفهمنا لطرافة سخريته، فإنها بغير قصد منه قد سبب لنا نوعًا من الأذى، وأن الأفضل لاستدامة علاقتنا لا نفضل هذا النوع من السخرية.
7-خفض سقف توقعاتك فلا تنتظر من الوسائل السابقة أن تقضي قضاءً مبرما على كل ما تواجهه من أشكال السخرية العدوانية، وأنها ستؤثر إيجابًا على المعتدين وتدفع بهم إلى تغير جذري إيجابي فى شخصياتهم وطريقتهم فى التعامل والتفاعل، فإذا رفعت سقف توقعاتك بهذا الشكل، فالإحباط الشديد هو النتيجة الحتمية.