شيخ الأزهر: واقعنا المعاصر يؤكد ضرورة الأخذ بتعاليم القرآن الكريم والالتزام به
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في افتتاح المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثامنة والعشرين، إن رحمة الله -تعالى- اقتضت بالناس ألا يعاقبهم حتى يرسل إليهم رسولا يرشدهم إلى طريق الهداية ويحذرهم من طرق الغواية فيقول تعالى: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا".
وأضاف أمين البحوث الإسلامية: لذا لم تخلُ أمة في أي عصر من رسالة ورسول قال تعالى: "إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ"، ولما كان بعض الناس يجحدون ويكفرون بالرسل -عليهم السلام- أيّد الله الرسل بالمعجزات الباهرات، التي تدل على صدق نبوتهم ورسالتهم، وكانت معجزة كل نبي من جنس ما اشتهر به قومه، فقد اشتهر قوم موسى -عليه السلام- بالسحر، فكانت معجزة موسى -عليه السلام- العصا التي تلقف ما يصنعون، كما اشتهر قوم عيسى -عليه السلام- بالطب فكانت معجزة عيسى -عليه السلام- إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى وغير ذلك؛ آيات صادقات على نبوة الأنبياء، وإرغامًا للكافرين المعاندين، عسى أن يؤمنوا عند رؤية هذه المعجزات الظاهرات.
وأكمل عياد: إن الحديث عن القرآن الكريم وما يتصل به هو من الأهمية بمكانٍ، خصوصًا في هذا العصر وتعدد مشكلاته، وتنوع قضاياه الأمر الذي يحتم علينا جميعا بذل المزيد من الأدوار في سبيل المحافظة على القرآن الكريم والعناية به، مضيفًا: يدل على ذلك واقعنا المعاصر الذي يؤكد ضرورة الأخذ بتعاليمه والالتزام به ولا يتحقق ذلك إلا بحفظه في الصدور بجانب تدوينه في السطور والتاريخ خير شاهد على ذلك.
وأوضح عياد: وكان كل رسول مؤيدًا بمعجزة حسية تناسب خصوصية رسالته ومحدوديتها زمانا ومكانا وقوما، فتقيم الحجة وتشهد بصدق الرسول، فإذا ما ضعف تأثير تلك المعجزة وانقضى زمن تلك الرسالة أرسل الله رسولا جديدا وأيده بمعجزة جديدة، حتى إذا جاءت رسالة سيد المرسلين -صلى الله عليه وسلم- وخاتم النبيين كانت رسالة عامة وخاتمة.
وتابع عياد: لقد كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- معجزات حسية عديدة كغيره من إخوانه الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ومع ذلك كان لا بد لهذه الرسالة من معجزة تلائم طبيعتهم، فتتعدد وجوه إعجازها لتقيم الحجة على الخلق كافة وتستمر وتتجدد على مر الأيام لتظل شاهدة على الأجيال المتلاحقة بصدق الرسول -صلى الله عليه وسلم- وربانية رسالته.
شيخ الأزهر: القرآن معجزة معنوية خالدة
وأردف عياد في كلمته نيابة عن شيخ الأزهر: لم تكن المعجزة الكبرى الدائمة للمصطفى -صلى الله عليه وسلم- معجزة حسية كمعجزات غيره من الأنبياء من قبله؛ لأن المعجزة المادية لا تؤدي هذا الدور ولا تصلح لهذه المهمة، وإنما كانت معجزته معنوية خالدة ألا وهي القرآن الكريم كلام رب العالمين، قال -صلى الله عليه وسلم-: ما من الأنبياء من نبي، إلا وقد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة".
ونوه عياد بأن القرآن الكريم يعد أجل وأعظمَ معجزة أجراها الله -تعالَى- على يد نبي من الأنبياء، وهي معجزة متفردة في بابها لا يرقَى إِليها غيرها من معجزات أنبياء الله والمرسلين -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-، وقد اختص القرآن الكريم وتفرد بأمور عديدة دونَ غيره من المعجزات.
وانطلقت صباح اليوم، المسابقة العالمية للقرآن الكريم الثامنة والعشرين، وهى المسابقة التي تجريها وزارة الأوقاف، وتقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحمل هذا العام اسم الشيخ محمد صديق المنشاوي، وبدأت المسابقة بتلاوة من القرآن الكريم لأحد الفائزين في المسابقة في الأعوام السابقة.