بعد أزمة فيلم أميرة.. باحثة فلسطينية تكشف تفاصيل تهريب النطفات لزوجات الأسرى الفلسطينيين
أثار فيلم أميرة الجدل في العالم العربي، حيث اتهمه البعض بأنه يمسّ بالقضية الفلسطينية، ويظهر زوجات الأسرى الفلسطينيين بشكل غير لائق، كما يشكك في أنساب الأطفال مواليد النطفة المهربة من المعتقلين بسجون الاحتلال، واحتراما لمشاعر الأسرى وعائلاتهم، قررت الهيئة الملكية للأفلام العدول عن تقديم أميرة لتمثيل الأردن في جوائز الأوسكار.
دراسة عن تهريب النطف لزوجات الأسرى
دراسة فلسطينية أجريت عام 2019، حملت عنوان ثورة تهريب النطف من المعتقلات، للباحثة في شئون الأسرى، والناشطة الفلسطينية عبير الخطيب، تناولت قصة تهريب النطف من المعتقلين بسجون الاحتلال.
تقول الخطيب لـ القاهرة 24، إن دراستها حصلت على جائزة الشباب العربي بالقاهرة، من الجامعة العربية عام 2019، كما حصدت العديد من الجوائز الفلسطينية.
وسردت الخطيب قصة نقل النطف من السجون، فقالت: تتم عملية تهريب النطف بشكل متكامل، كما تخضع لمعايير في الشرع الإسلامي وحصلت على إجازة من دار الإفتاء الفلسطينية، ولها 4 شروط.
وأضافت: الحركة الفلسطينية تنظمها من حيث مدى تقبلها في المجتمع الفلسطيني والعربي، مع أخذ الاستشارة الطبية، لأن الأسير في سجون الاحتلال ليس من حقه الخلوة الشرعية بزوجته، لذا فكرت حركة الأسرى في فكرة نقل النطف.
وتابعت الخطيب: رفضت حركة الأسرى فكرة الخلوة الشرعية - رغم أن الاحتلال لم يقبلها- لعدة أسباب، أولها خوفًا من أن الاحتلال يستخدم غرفة الخلوة كعقوبة حرمان، وحفاظا على كرامة المرأة الفلسطينية، لأن كل إدارة السجن ستعرف بموعد الخلوة.
واستطردت حديثها قائلة: بالإضافة إلى الخوف من أن الاستخبارات تستخدم هذا الحق ضد الأسير من خلال استخدام كاميرات المراقبة، لذا جاءت فكرة تهريب النطف، لأن هناك بعض الأسر لم يقضوا مع زوجاتهم سوى يومين.
معايير نقل النطف
وعن معايير نقل النطف، توضح أنه يجب أن تتم العملية بموافقة كل من الزوجة، أهل الزوجة، أهل الأسير، شاهدان من داخل المعتقل، كما يجب أن يكون هناك شهود وقت استخراج الحيوان المنوي في السجن.
وأردفت: بعد الخروج من السجن، يخرج الوسيط - وهو شخص له قرابة من الدرجة الأولى، أو أسير أخر قضى فترة اعتقاله، وعند خروج النطفة من إدارة السجن، يتسلمها شخص عاقل من الأهل في أول منطقة فلسطينية في سيارة إسعاف، للتأكد من أن النطفة حية، والعملية معقدة جدًا.
وأكملت الباحثة في شئون الأسرى: بعدها تصل النطفة المركز الصحي، ويتم التأكد أنها على قيد الحياة، ثم يبارك الناس للأهل، وتختلف طرق الاحتفال من مكان لآخر.
طرق الاحتفال بنجاح نقل النطفة
تقول الخطيب إن أهل غزة يحتفلون بنجاح النطفة من خلال الإعلان عنها بعد صلاة العشاء، ويتم ذكر اسم الأسير، مع الإشارة بخضوع زوجته بعملية، ويتم سؤال والدها هل يوافق، ثم يبارك الجميع لهم.
أما في الضفة الغربية يجوب الناس الشوارع بمكبرات صوت بعد صلاة العصر مع ذكر اسم الأسير رباعي، بينما في القدس، يعلنون الموضوع بشكل ضيق، لأنهم قد يخضعون لعقوبات شديدة، مع فرض عدة عقوبات على الأسير مثل العزل الانفرادي، زيادة الحكم أو منع الزيارة والحرمان من الممتلكات على مدى الحياة، وفقا للباحثة.
مشاكل تواجه الأطفال المولودين من النطف
توضح عبير الخطيب أبرز المشاكل التي تواجه الطفل المولود من الطفلة، والتي تشمل حرمانهم من إصدار أي وثيقة تثبت أنهم على قيد الحياة، ويعيش الشخص دون هوية محروم من العلاج والعمل والتعليم، وذلك في القدس وفلسطين المحتلة.
أما في الضفة الغربية يمنع الأطفال من السفر، بينما في غزة ممنوعون من السفر والسجلات المدنية، حسبما كشفت الباحثة في شئون الأسرى.
وأشارت إلى أن إسرائيل تتعامل مع الأطفال المولودين بعد اعتقال الأب، والذين حملت الأمهات بهم قبل الاعتقال بنفس الطريقة.
فيلم أميرة يسئ للقضية الفلسطينية
وعن رأيها في فيلم أميرة، تقول الخطيب إنه فيلم يشوه القضية الفلسطينية، ويشوه طهارة وبراءة اختراع فكرة النطف، كما أن القائمين على العمل لم يستعينوا بأي دراسة مع الأسرى أو زوجاتهم أو الباحثين.
وأضافت: نعلم أن الفن رسالة قوية تدخل كل بيت، وللأسف هذا الفيلم ينتهك حقوق الأطفال، ويجعله يتساءل من أنا وما هويتي؟، كما يجعل المرأة تشك في احتمالية أن تكون خانت زوجها، وغاب عنهم أن العملية دقيقة بنسبة 100% كأي عملية ولادة تحدث، كما أن عملية نقل النطفة في الفيلم كانت من خلال مغسلة، وهي عملية " غبية" وغير صحيحة ولا يمكن أن تصلح.
