كيف وصف نجيب محفوظ الحارة التي عاش فيها طفولته؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب الكبير نجيب محفوظ المولود في مثل هذا اليوم 11 ديسمبر عام 1911 الحاصل على جائزة نوبل في الآداب والملقب بعميد الرواية العربية.
من المعروف أن روايات نجيب محفوظ درات في عالم الحارة حول الحارة المصرية باعتبارها النموذج المصغر الذي يعادل العالم، فكيف كانت الحارة التي عاش فيها نجيب محفوظ فيها طفولته؟
يتحدث نجيب محفوظ عن الحارة التي عاش فيها طفولته قبل أن ينتقل إلى العباسية حيث كان يعيش في بيت بدرب مواجه لقسم الأزبيكة ويطل على بيت القاضي لكنه كان يتبع مشيخة درب قرمز، يقول محفوظ: كانت الحارة في ذلك الوقت عالما غريبا، حيث تتمثل فيها جميع طبقات الشعب المصري، تجد مثلا ربعًا يسكنه ناس بسطاء، أذكر منهم عسکري بوليس، موظف صغير في كبانية المياه، امرأة فقيرة تسرح بفجل أو لب، وزوجها ضرير، لهم حجرة في الربع، وأمام الربع مباشرة تجد بيتًا صغيرًا تسکنه امرأة، من أوائل اللواتي تلقين التعليم وتوظفن، ثم تجد بيوت أعيان كبار، مثل بیت السكري، بیت المهيلمي، بيت السيسي، وبيوت قديمة أصحابها تجار، أو من أولئك الذين يعيشون على الوقف.
ويضيف نجيب محفوظ في حديث للروائي جمال الغيطاني في كتاب نجيب محفوظ يتذكر: كنت تجد أغني فئات المجتمع، ثم الطبقة المتوسطة، ثم الفقراء... كان الجميع يختلطون في رمضان، كانت بيوت الأثرياء تفتح المنادر للفقراء، كان يمكن لأي شخص من أهل الحارة أن يدخل ويأكل حتى الغرباء، لقد شاهدت اندثار هذه التركيبة للحارة المصرية في الثلاثينات، العائلات الثرية هاجرت إلى العباسية الغربية، أما العائلات المتوسطة، التي أنتمي إليها فقد رحلت إلى العباسية الشرقية، كانت هناك تكیة أيضًا، وكان فيه ناس من العجم أو الأتراك كنا نراهم من بعيد.
الفتوات وثورة 1919
يضيف محفوظ: كان فيه معالم في المنطقة علقت بذهني، لعل أبرزها الفتوة، كان وجود الفتوات معترفا به من الحكومة نفسها، كنا نستيقظ على الزفة في بيت القاضي عندما تدب فيها المشاجرات، وفي ثورة 1919 لعبوا دورا كبيرا أنا شفت، بعيني الفتوات وهم يكتسحون قسم الجمالية، ويحتلونه.