شورب
إيران والخلاف القطري البحريني.. رسائل بن سلمان من الخليج
دلالات ورسائل كثيرة، بعثتها نتائج جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدول الخليج العربي، خاصة أنها تأتي في توقيت لا زال يتواصل فيه مدّ جسور المصالحة والتواصل بين دول الخليج على إثر المصالحة الخليجية الأخيرة مع دولة قطر، كما أن الزيارة تأتي بعد زيارة مهمة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدول خليجية، وعلى إثرها تحلحلت الأزمة اللبنانية السعودية وتحدث هاتفيا مع ولي العهد السعودي ورئيس الحكومة اللبنانية كخطوة مهمة نحو إعادة العلاقات.
الأبرز في هذه الرسائل، حرص المملكة العربية السعودية على توحيد الصف وإزالة الخلافات الخليجية الخليجية، لا سيما وأن الخلاف القطري البحريني لا يزال قائما منذ إعلان اتفاق العلا بالعاصمة السعودية الرياض في يناير 2021، بين دول الرباعي العربي وقطر، والذي كان دافعا لعودة العلاقات مع قطر بعد تجميدها لقرابة 4 أعوام، حيث أعادت الرياض وأبو ظبي والقاهرة علاقاتهما الدبلوماسية والاقتصادية مع الدوحة، عدا مملكة البحرين.
بالتأكيد أن زيارة الأمير محمد بن سلمان، لدول الخليج العربي، كانت تحمل مواضيع مهمة كثيرة، خاصة أنها تأتي في ظل حراك خليجي مهم نحو العديد من الملفات الهامة في المنطقة، لا سيما الملف الإيراني والملف اليمني، والملف السوري، وربما العلاقات مع تركيا أيضا، إلا أن الخلاف القطري البحريني يعتبر من أهم المواضيع الخليجية المعلقة منذ إعلان عودة العلاقات مع قطر منذ عام تقريبا. إلا أن زيارة الأمير محمد بن سلمان للبحرين بعد زيارته لقطر مباشرة ربما تحمل في طياتها هذا الخلاف الذي يصفه الجانبين بالتاريخي، وربما تستطيع السعودية إحداث اختراق في هذه الأزمة سعيا لحلها.
الرسالة المهمة أيضا من هذه الزيارة، هي التأكيد على قيمة ومكانة المملكة العربية السعودية وسط أشقائها في الخليج باعتبارها الشقيقة الكبرى، وقد تجلى هذا في حفاوة استقبال رؤساء وأمراء وملوك الخليج لولي العهد السعودي، كما عكست الزيارة مدى الثقة التي يحظى بها الأمير محمد بن سلمان من حكام دول الخليج، وقد تجلى هذا من الأوسمة التي قلدها زعماء الخليج للأمير محمد بن سلمان، لا سيما في الإمارات والكويت وسلطنة عمان، وهي الأوسمة الأرفع في البلاد، لا سيما أن الأمير محمد بن سلمان استطاع تحريك المياه الراكضة مع أوروبا وأمريكا، خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي لولي العهد السعودي الجمعة قبل الماضية، وأيضا بعد فشل مشرّعون أمريكيون، بتمرير مشروع قانون بالكونجرس لوقف صفقة بيع أسلحة إلى المملكة العربية السعودية.
الرسالة الأبرز والأهم التي انبعثت من الزيارة كانت موجهة لإيران، بالتأكيد على تشديد التعاون بشكل جدي مع الملف النووي الإيران، وقد جاء ذلك في ختام جولة ولي العهد السعود، بعد أن أكد إلى جانب قطر والإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى على ضرورة العمل الفعال بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.